صفحة جزء
له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال .

[14] روي أن عامر بن الطفيل، وأربد بن ربيعة أخا لبيد وفدا على رسول الله قاصدين قتله، فأخذه عامر بالمجادلة، ودار أربد من خلفه ليضربه بالسيف، فتنبه له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "اللهم اكفنيهما بما شئت"، فأرسل الله على أربد صاعقة فأحرقته، وولى عامر هاربا، فنزل ببيت امرأة سلولية، فرمي بغدة عظيمة، فمات، وكان يقول: غدة كغدة البعير، وموت في بيت سلولية؟! فنزلت الآية:

له دعوة الحق
أي: هو المستحق لها، وهي لا إله إلا الله.

والذين يدعون من دونه أي: الآلهة الذين يدعونهم الكفار.

لا يستجيبون لهم بشيء يريدونه.

إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه أي: لا ينتفع عبدة الأصنام [ ص: 485 ] بدعائهم إلا كانتفاع عطشان يمد يده إلى ماء في حفيرة لا يصل إليه.

وما دعاء الكافرين الأصنام إلا في ضلال لا يفيد شيئا، ولا يغنيهم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية