صفحة جزء
[ ص: 233 ] سورة مريم عليها السلام

مكية بإجماع ، إلا السجدة منها ، ففيها خلاف ، وآيها تسع وتسعون آية ، وحروفها : ثلاثة آلاف وثمان مئة وحرفان ، وكلمها : تسع مئة واثنتان وستون كلمة .

بسم الله الرحمن الرحيم

كهيعص [مريم : 1] .

[1] كهيعص قرأ أبو عمرو : بإمالة الهاء وفتح الياء ، وقرأ ابن عامر ، وحمزة ، وخلف : بضم الهاء وإمالة الياء ضد الأول ، وقرأ الكسائي ، وأبو بكر عن عاصم : بإمالة الهاء والياء جميعا ، واختلف عن نافع ، فروي عنه إمالتها بين بين ، وفتحها ، والأول أشهر ، وفتحها الباقون ، وهم أبو جعفر ، وابن كثير ، ويعقوب ، وحفص عن عاصم ، وأبو جعفر يقطع الحروف على أصله ، يسكت على كل حرف سكتة يسيرة في جميع أحرف الهجاء من أوائل السور ، وأظهر دال (صاد ) عند ذال (ذكر ) : نافع ، وأبو جعفر ، وابن كثير ، وعاصم ، ويعقوب ، وأدغمها الباقون ، وأشبع مد (ع ) : ورش بخلاف عنه ، واختلف في الحروف التي في أوائل السور [ ص: 234 ] على قولين : فقيل : هي سر الله في القرآن ، لا ينبغي أن يتعرض له ، نؤمن بظاهره ، ونترك باطنه ، وقال الجمهور : بل ينبغي أن يتكلم فيها ، وتطلب معانيها ؛ فإن العرب قد تأتي بالحرف الواحد دالا على كلمة ، وليس في كتاب الله ما لا يفهم ، وتقدم الكلام فيها أول سورة البقرة ، قال ابن عباس : (كهيعص ) : هذه حروف دالة على أسماء من أسماء الله تعالى : (الكاف ) من كبير ، و (الهاء ) من هاد ، و (الياء ) من علي ، و (العين ) من عزيز ، و (الصاد ) من صادق ، وقيل : معناه كاف لخلقه ، هاد لعباده ، يده فوق أيديهم ، عالم ببريته ، صادق في وعده .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية