صفحة جزء
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين .

[223] نساؤكم مبتدأ، خبره:

حرث لكم أي: مزرع ومنبت للولد بمنزلة الأرض للنبات; تشبيها لما يلقى في أرحامهن من النطف بالبذر.

فأتوا حرثكم نساءكم. [ ص: 316 ]

أنى شئتم مقبلات ومدبرات. المعنى: جامعوهن من أي شق شئتم في المأتى، وكانت اليهود تقول في الذي يأتي امرأته من دبرها في قبلها: إن الولد يكون أحول، فنزلت: نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ولا يجوز إتيان المرأة في دبرها بالاتفاق، وعن مالك -رضي الله عنه- أنه قيل له: إنه نقل عنك أنك أبحته، فقال: كذبوا علي، كذبوا علي.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ملعون من أتى امرأة في دبرها".

وعن أبي هريرة أيضا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أتى حائضا، أو امرأة في دبرها، أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد" رواهن كلهن الأثرم. قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، وورش : (شيتم) بغير همز، والباقون: بالهمز.

وقدموا لأنفسكم التسمية عند الجماع.

وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا أتى أحدكم أهله فليقل: اللهم جنبنا [ ص: 317 ] الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا; فإنه إن يقدر بينهما ولد، لم يضره الشيطان".

واتقوا الله على كل حال.

واعلموا أنكم ملاقوه صائرون إليه، فاستعدوا له.

وبشر المؤمنين يا محمد.

التالي السابق


الخدمات العلمية