صفحة جزء
وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين [الأنبياء : 70] .

[70] فلما رأوه ، وقد أكرمه الله بما كرمه ، آمن بالله جمع كبير في سر ؛ خوفا من نمرود ، وخرج إبراهيم من مكانه يمشي ، وفارقه جبريل عليه السلام ، فأقبل نحو منزله ، فأرسل إليه نمرود وسأله عن كسوته ورفيقه ، فقال : "إنه ملك أرسله إلي ربي ، وقص عليه القصة" ، فقال نمرود : إن إلهك الذي تعبده لإله عظيم ، وإني مقرب قربانا إليه ؛ لما رأيت من عزته وعظمته وقدرته فيما صنع بك حين أبيت إلا عبادته ، فقرب أربعة آلاف بقرة ، ثم احترم إبراهيم بعد ذلك ، وكف عنه ، وقد عذب الله النمرود بإرسال البعوض عليه وعلى جيشه ، فأكلت لحومهم ودماءهم ، وتركتهم عظاما ، ودخلت واحدة منها في منخر الملك نمرود ، فلبثت في منخره ، عذبه الله بها ، فكان يضرب رأسه بالمرازب حتى أهلكه الله عز وجل ، [ ص: 373 ] وسلط الله على مدينة كوثا الزلازل حتى خربت .

وأرادوا به كيدا إحراقا .

فجعلناهم الأخسرين في نفقاتهم على كيده .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية