صفحة جزء
[ ص: 418 ] وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق .

[27] وأذن في الناس أي : ناد فيهم بالحج يأتوك رجالا مشاة .

وعلى كل ضامر بعير مهزول يأتين أي : النوق .

من كل فج طريق عميق بعيد ، والضامر : هو كل ما اتصف بذلك من جمل وناقة وغير ذلك .

روي أن إبراهيم -عليه السلام- لما أمر بالأذان بالحج ، قال : "يا رب! وإذا ناديت ، فمن يسمعني ؟ فقيل له : ناد يا إبراهيم ، فعليك النداء ، وعلينا البلاغ ، فصعد على أبي قبيس فقال : أيها الناس! ألا إن ربكم قد بنى بيتا ، وكتب عليكم الحج ، فأجيبوا ربكم ، والتفت بوجهه يمينا وشمالا ، وشرقا وغربا ، فأجابه كل من كتب له أن يحج من أصلاب الرجال وأرحام الأمهات : لبيك اللهم لبيك ، فجرت التلبية على ذلك" .

قال ابن عباس : "فأول من أجابه أهل اليمن ، فهم أكثر الناس حجا" .

واتفق الأئمة على أن الحج فرض على كل مسلم بالغ عاقل صحيح مرة في العمر مع الاستطاعة ، فعند الشافعي ومالك : يجب على التراخي ، وقيد مالك بما إذا لم يخش الفوت ، وعند أبي حنيفة وأحمد : على الفور .

واختلفوا في العمرة ، فقال أبو حنيفة ومالك : هي سنة ، وقال الشافعي [ ص: 419 ] وأحمد : هي فرض كالحج ، وتقدم الكلام على ذلك ، وعلى أوجه الحج الثلاثة ، وهي : الإفراد ، والتمتع ، والقران في سورة البقرة عند تفسير قوله تعالى : وأتموا الحج والعمرة لله [الآية : 196] .

التالي السابق


الخدمات العلمية