صفحة جزء
قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون .

[82] قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون محشورون ، [ ص: 486 ] قالوا ذلك على طريق الإنكار والتعجب . واختلف القراء في (أإذا ) (أئنا ) في الإخبار بالأول منهما ، والاستفهام بالثاني ، وعكسه ، والاستفهام فيهما ، وفي ضم الميم وكسرها من (متنا ) ، فقرأ ابن عامر ، وأبو جعفر : (إذا ) بالإخبار ، (متنا ) : بضم الميم ، (أئنا ) : بالاستفهام ، فابن عامر يحقق الهمزتين ، وأبو جعفر يسهل الثانية ، ويفصل بينهما بألف ، واختلف عن هشام راوي ابن عامر في الفصل مع تحقيق الهمزتين ، وقرأ نافع : (أئذا ) : بالاستفهام وتسهيل الهمزة الثانية ، (متنا ) : بكسر الميم و (إنا ) : بالإخبار ، ووافقه رويس عن يعقوب في حكم الهمزتين ، وخالفه في الميم ، فقرأها : بالضم ، وقرأ الكسائي : (أئذا ) : بالاستفهام ، ويحقق الهمزتين ، (متنا ) : بكسر الميم ، و (إنا ) : بالإخبار ، ووافقه روح عن يعقوب في حكم الهمزتين ، وقرأ : (متنا ) بضم الميم ؛ كرويس ، وقرأ الباقون : (أئذا ) (أئنا ) : بالاستفهام فيهما ، فابن كثير ، وأبو عمرو يسهلان الهمزة الثانية منهما ، وأبو عمرو يفصل بينهما بألف ، واتفقا على ضم الميم من (متنا ) ، وعاصم ، وحمزة ، وخلف : يحققون الهمزتين منهما ، ويكسر حمزة وخلف الميم ، واختلف عن عاصم ، فقرأ أبو بكر عنه : بالضم ، وحفص : بالكسر ، فمن قرأ بالاستفهامين ، فذلك للتأكيد ، ومن استفهم في الأول فقط ، فإنما يقصد بالاستفهام الموضع الثاني ، تقديره : أنبعث ونحشر إذا ، ومن استفهم في الثاني فقط ، فمعناه : إذا كنا ترابا ، أنبعث ؟

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية