صفحة جزء
ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما .

[40] ولما قيل: إن محمدا تزوج امرأة ابنه، نزل: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم الذين لم يلدهم، فلا يحرم عليه زوجة من تبناه بعد فراقها وانقضاء عدتها، و (محمد) معناه: المستغرق لجميع المحامد، وهو الذي كثر حمد الحامدين له مرة بعد أخرى، وتقدم تفسير (محمد) في سورة آل عمران بأتم من هذا، وكذلك تفسير ( أحمد )، وذكر نسبه الشريف، ولا يجري فيه القول الضعيف أنه لا يجوز أن يقال له: أبو المؤمنين [ولا عبرة من منع ذلك في الحسنين من الأمويين; للخبر الصحيح الآتي في الحسن : [ ص: 370 ]

إن ابني هذا سيد ، ومعاوية، وإن نقل عنه ذلك، ولكن نقل عنه ما أنه رجع عن ذلك، وغير معاوية من بقية الأمويين المانع بذلك لا يعتد به، وعلى الأصح، فقوله تعالى: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم إنما سيق لانقطاع حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يمنع من الإطلاق المراد به: أنه أبو المؤمنين في الاحترام والإكرام من هو أحق] .

ولكن رسول الله وخاتم النبيين نصب اللام والميم عطفا على خبر (كان). قرأ عاصم : (وخاتم) بفتح التاء على الاسم; أي: آخرهم، وقرأ الباقون: بكسرها على الفاعل ; لأنه ختم النبيين، فهو خاتمهم; أي: لا ينبأ نبي بعده أبدا، وإن نزل عيسى بعده، فهو ممن نبئ قبله، ولأنه ينزل بشريعته، ويصلي إلى قبلته، فكأنه من أمته.

وكان الله بكل شيء عليما عموم، والمقصد به هنا: علمه تعالى بما رآه الأصلح لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وبما قدره في الأمر كله.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية