صفحة جزء
ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون .

[79] ما كان لبشر يعني: محمدا - صلى الله عليه وسلم -.

أن يؤتيه الله الكتاب يعني: القرآن.

والحكم الفهم والعلم.

والنبوة المنزلة الرفيعة بالإنباء.

ثم يقول نصبا عطفا على يؤتيه .

للناس كونوا عبادا لي من دون الله نزلت لما قال أبو رافع القرظي من اليهود، والرئيس من نصارى أهل نجران للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا محمد! تريد أن [ ص: 481 ] نعبدك ونتخذك ربا، فقال: "معاذ الله أن نأمر بعبادة غير الله، ما بذلك بعثني الله، وما بذلك أمرني"، فأنزل الله الآية، والبشر: جميع بني آدم.

ولكن كونوا ربانيين علماء بالله فقهاء.

بما كنتم أي: بما أنتم; كقوله تعالى: من كان في المهد صبيا [مريم: 29]; أي: من هو في المهد.

تعلمون الكتاب قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف : (تعلمون) بضم التاء وفتح العين وكسر اللام مشددة; أي: تعلمون غيركم، وقرأ الباقون: بالتخفيف مع فتح التاء واللام وإسكان العين، من العلم; لقوله:

وبما كنتم تدرسون تقرؤون.

التالي السابق


الخدمات العلمية