صفحة جزء
أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم .

[62] أذلك الذي ذكر لأهل الجنة خير نزلا نصب تمييز، [ ص: 521 ] والنزل: ما يعد للنازل كضيف وغيره، ومنه أنزال الأجناد لأرزاقهم.

أم شجرة الزقوم المعدة لأهل النار، والألف من قوله: أذلك للتقرير، والمراد: تقرير قريش والكفار، وجاء بلفظ التفضيل بين شيئين; لاشتراك بينهما من حيث كان الكلام تقريرا، والاحتجاج يقتضي أن يوقف المتكلم خصمه على قسمين، أحدهما فاسد، ويحمله بالتقرير على اختيار أحدهما، ولو كان الكلام خبرا، لم يجز، ولا أفاد أن يقال: الجنة خير من شجرة الزقوم، والزقوم ثمرة شجرة خبيثة مرة كريهة الطعم يكره أهل النار على تناوله، فهم يتزقمونه على أشد كراهية، ومنه قولهم: تزقم الطعام: إذا تناوله على كره ومشقة.

قال ابن عطية : وفي بعض البلاد الجدبة المجاورة للصحارى شجرة مرة مسمومة لها لبن إن مس جسم أحد، تورم ومات منه في أغلب الأمر، تسمى: شجرة الزقوم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية