صفحة جزء
أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون .

[21] ولما قال نفر من مشركي مكة للمؤمنين: لئن كان ما تقولون من البعث حقا، لنفضلن عليكم في الآخرة كما فضلنا في الدنيا، نزل إنكارا [ ص: 270 ] عليهم، وأن لا مساواة بينهم: أم حسب الذين اجترحوا اكتسبوا.

السيئات أن نجعلهم أن نصيرهم.

كالذين آمنوا وعملوا الصالحات مثلهم.

سواء محياهم ومماتهم قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص عن عاصم: (سواء) بالنصب; أي: نجعلهم سواء; يعني: أحسبوا أن حياة الكافرين ومماتهم كحياة المؤمنين سواء؟ كلا، وقرأ الباقون: بالرفع على الابتداء والخبر; أي: محياهم ومماتهم سواء، فالضمير فيهما يرجع إلى المؤمنين والكافرين جميعا، وقرأ الكسائي: (محياهم) بالإمالة، والباقون: بالفتح، المعنى: لا يستويان في موتهما كما استويا في حياتهما، لأن المؤمن والكافر قد استويا في الرزق والصحة والمرض وغيرها في الدنيا، وافترقا في الآخرة بالجنة والنار ساء ما يحكمون بئس ما يقضون.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية