صفحة جزء
فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون .

[35] فاصبر كما صبر أولو العزم أي: الجد والحزم من الرسل [ ص: 307 ] وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم الصلاة والسلام، فهم مع محمد -صلى الله عليه وسلم- خمسة، ذكرهم الله تعالى على التخصيص في قوله تعالى: وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم [الأحزاب: 7] ، وفي قوله: شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب [الشورى: 13]، المعنى: اصبر على أذى قريش; كصبر الرسل قبلك.

ولا تستعجل لهم نزول العذاب; فإنه نازل.

كأنهم يوم يرون ما يوعدون من العذاب لم يلبثوا إلا ساعة المعنى: إذا عاينوا العذاب، استقصروا من هوله مدة لبثهم في الدنيا والبرزخ، فظنوها ساعة.

من نهار لأن ما مضى وإن كان طويلا كأن لم يكن.

بلاغ أي: هذا القرآن وما فيه تبليغ من الله إليكم.

فهل يهلك بالعذاب إذا نزل إلا القوم الفاسقون الخارجون عن أمر الله، وفي هذه الألفاظ وعد محض، وإنذار بين، والله أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية