صفحة جزء
وقليل من الآخرين .

[14] وقليل من الآخرين يعني: أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ولا يخالف ذلك قوله -عليه السلام-: "إن أمتي يكثرون سائر الأمم" لجواز أن يكون سابقو سائر الأمم أكثر من سابقي هذه الأمة، وتابعو هذه أكثر من تابعيهم، ولا يرده قوله في أصحاب اليمين: ثلة من الأولين وثلة من الآخرين لأن كثرة الفريقين لا ينافي أكثرية أحدهما، وروي مرفوعا أنهما من هذه الأمة، وقيل: ثلة من الأولين يعني: الأنبياء من آدم إلى محمد، وقليل من الآخرين يعني: الصحابة; لأن الأولين هم الأنبياء السابقون، وهم مئة [ ص: 503 ] ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي، فالصحابة بالنسبة إليهم قليل، وهذا قول حسن صحيح للمناظرة، المعنى: جماعة من المتقدمين والمتأخرين.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية