صفحة جزء
ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير .

[8] كان بين النبي -صلى الله عليه وسلم- واليهود موادعة، فكانوا هم والمنافقون إذا رأوا بعض المسلمين تناجوا، فيظن المسلم أنهم يريدون قتله، فيترك الطريق خوفا منهم، فنهاهم -صلى الله عليه وسلم- عن التناجي، فلم ينتهوا فنزل: ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه أي: يرجعون إلى المناجاة التي نهوا عنها.

ويتناجون قرأ حمزة، ورويس عن يعقوب: (وينتجون) بنون ساكنة بعد الياء وبعدها تاء مفتوحة وضم الجيم على وزن ينتهون، مستقبل انتجوا، وقرأ الباقون: بتاء ونون مفتوحتين وبعدها ألف وفتح [ ص: 560 ] الجيم، مستقبل تناجوا، ومعناهما: الحديث سرا.

بالإثم أي: بما هو إثم والعدوان للمؤمنين ومعصيت الرسول لأنه -صلى الله عليه وسلم- نهاهم فلم ينتهوا. وقف ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: (ومعصيه) بالهاء.

وإذا جاءوك أي: اليهود حيوك بما لم يحيك به الله وهو قولهم: السام عليك يا محمد، والسام: الموت، وتقدم حكم سلام الذمي، والرد عليه، ومذاهب الأئمة في ذلك في سورة النساء.

ويقولون في أنفسهم إذا خرجوا: لولا هلا يعذبنا الله بما نقول كانوا يقولون: لو كان نبيا، لدعا علينا حتى يعذبنا الله بما نقول له.

حسبهم جهنم عذابا يصلونها يدخلونها فبئس المصير جهنم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية