صفحة جزء
عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا .

[5] عسى ربه و (عسى) تكون للوجوب في ألفاظ القرآن إلا في موضعين: أحدهما في سورة محمد - صلى الله عليه وسلم - (فهل عسيتم) ؛ أي: علمتم وتمنيتم، والثاني: هنا ليس بواجب؛ لأن الطلاق معلق بالشرط، فلما لم يوجد الشرط، لم يوجد التبديل. [ ص: 99 ]

إن طلقكن رسوله أن يبدله أزواجا خيرا منكن قرأ أبو عمرو: (طلقكن) بإدغام القاف في الكاف، والباقون: بالإخلاص، وقرأ نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو: (يبدله) بفتح الباء وتشديد الدال، والباقون: بإسكان الباء وتخفيف الدال.

مسلمات خاضعات له بالطاعة مؤمنات مخلصات قانتات طائعات تائبات عن الذنوب عابدات متذللات لأمر الرسول سائحات صائمات.

ثيبات وأبكارا أي: مشتملات على الثيبات والأبكار، والآية واردة في الإخبار عن القدرة، لا عن الكون في الوقت؛ لأنه تعالى قال: إن طلقكن ، وهو علم أنه لا يطلقهن، وهذا كقوله: وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم [محمد: 38]، فهذا إخبار عن القدرة، وتخويف لهم؛ لأنه ليس في الوجود خير من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم.

روي عن أنس بن مالك: أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال للنبي - صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله! لا تكترث بأمر نسائك، والله معك، وجبريل معك، وأبو بكر معك، وأنا معك"، فنزلت الآية موافقة نحوا من قول عمر. [ ص: 100 ]

وروي أيضا: أن عمر قال لزوجات النبي - صلى الله عليه وسلم: "عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن"، فنزلت الآية على نحو قوله.

التالي السابق


الخدمات العلمية