قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون .

[33] ولما قال أبو جهل: إنا لا نكذبك يا محمد، بل نكذب ما جئت به، نزل تسلية له، ووعدا ووعيدا لهم:

قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فيك، وفيما جئت به من التكذيب; لأنهم إذا كذبوا ما جاء به فقد كذبوه. قرأ nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع: (ليحزنك) بضم الياء وكسر الزاي، والباقون: بفتح الياء وضم الزاي، وكل ما جاء في القرآن بعد العلم لفظة (إن)، فهي بفتح الهمزة إلا في موضعين:

أحدهما: هنا: قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون والثاني:

والله يعلم إنك لرسوله في سورة المنافقين، وإنما كان كذلك في هذين [ ص: 390 ] الموضعين; لأنه يأتي بعدهما لام الخبر؛ فلذا انكسرا.

فإنهم لا يكذبونك أي: في الحقيقة; إذ جحدهم عناد; أي: إنما يكذبون الله بجحدهم. قرأ nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي: (يكذبونك) بسكون الكاف وتخفيف الذال; من الإكذاب، وهو أن يجده كاذبا، وقرأ الباقون: بالتشديد; من التكذيب، وهو أن ينسبه إلى الكذب، ويقول له: كذبت.

ولكن الظالمين بآيات الله الدالة على صدقك يجحدون .

* * *