صفحة جزء
وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم .

[54] ثم أمر -صلى الله عليه وسلم- بالسلام عليهم إكراما لهم فقيل:

وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم ثم قل لهم:

كتب أي: أوجب.

ربكم على نفسه الرحمة فكان -صلى الله عليه وسلم- إذا رآهم، بدأهم بالسلام وقال: "الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام".

أنه من عمل منكم سوءا بجهالة أي: جاهلا بتحريمه.

ثم تاب من بعده بعد عمله المعصية.

وأصلح أخلص توبته.

فأنه غفور رحيم قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، [ ص: 404 ] وخلف: ( إنه من عمل) (فإنه) بكسر الألف فيهما على الاستئناف، وقرأ ابن عامر، وعاصم، ويعقوب: بفتح الألف فيهما بدلا من الرحمة; أي: كتب على نفسه أنه من عمل منكم، ثم جعل الثانية بدلا عن الأول; كقوله: أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون [المؤمنون: 35]. وقرأ نافع، وأبو جعفر: بفتح الأولى بدلا من الرحمة، وكسر الثانية على الاستئناف; لأنها بعد الفاء، قال القرطبي: وهي قراءة بينة.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية