صفحة جزء
الإشراك في الأفعال

فهذه الأنواع الأربعة للشرك ورد الكتاب العزيز ، والسنة المطهرة بردها ، وسيأتي ذكرها في أبواب مستقلة .

قال المقريزي في «تجريد التوحيد المفيد » : الشرك به تعالى في الأفعال ؛ كالسجود لغيره سبحانه ، والطواف بغير بيته المحرم ، وحلق الرأس عبودية وخضوعا لغيره ، وتقبيل الأحجار غير الحجر الأسود الذي هو يمينه تعالى في الأرض ، أو تقبيل القبور ، واستلامها ، والسجود لها .

وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد يصلي فيها .

فكيف من اتخذ القبور أوثانا تعبد من دون الله ؟ !

فهذا لم يعلم معنى قول الله تعالى : إياك نعبد [الفاتحة : 5].

وفي «الصحيح » عنه صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «لعن الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » .

وفيه أيضا عنه : «إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ، والذين يتخذون القبور مساجد » .

وفيه أيضا عنه : «إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ، فلا تتخذوا القبور مساجد ؛ فإني أنهاكم عن ذلك» .

وفي «مسند الإمام أحمد » و «صحيح ابن حبان » عنه صلى الله عليه وسلم: «لعن الله زوارات القبور ، والمتخذين عليها المساجد ، والسرج » .

وقال : «اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » .

وقال : «إن من كان قبلكم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح ، بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله » . [ ص: 300 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية