وبالجملة : فلا يقدر أحد على أن يعلم أمرا أو شيئا سيكون باختياره وإرادته ، سوى الله الواحد ، الذي لا شريك له ، ولا ند ، ولا ضد . 
وهذه الآية قد دلت على أن هؤلاء الذين يدعون العلم بالغيب بكشف ، أو استخارة ، أو نظر في تقويم قديم ، أو ورقة ، أو رمل ، أو قرعة ، أو أزلام ، أو كتاب الفال ، فأولئك هم الكاذبون المفترون . 
لا ينبغي لأحد أن يقع في شركهم ومصيدهم ، بل الذي يجب أن يكون على حذر منهم ، فإنهم لصوص أكالون بطالون .  
[ ص: 417 ] 
نعم 
الذي لا يدعي لنفسه العلم بالغيب ، ولا يراه في قدرته واختياره ، بل يقول : إنه يعلم تارة شيئا من جهة الله -سبحانه وتعالى - ، وهذا ليس في قدرته ، ولا يتمكن من العلم به متى شاء ، بل الله من بذلك عليه متى أراد . 
فهذا الأمر يمكن ، لعل قائله صدق أو كاد ، والله أعلم .