صفحة جزء
أنواع البلاغ

والبلاغ أنواع تصدى له جمع جم من عصابة السنة .

فمنهم من جمع الصحيح ، ومنهم من جمع السنن ، ومنهم من جمع المسانيد والمعاجم ، ومنهم من أفرد أحاديث الترغيب والترهيب ، ومنهم من أفرد أحاديث [ ص: 72 ] الأحكام; كـ «بلوغ المرام» ، و «منتقي الأخبار» ، ومنهم من جمع الجوامع; كـ «تيسير الوصول» ، و «الجامع الصغير والكبير» .

وأحسن المختصرات في هذا الباب كتاب «مشكاة المصابيح» ، لاسيما مع فصله الرابع .

وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للمبلغين ، كما في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - يرفعه : «نظر الله عبدا سمع مقالتي ، فحفظها ووعاها وأداها» الحديث رواه الشافعي ، والبيهقي في «المدخل» ، وأحمد ، والترمذي ، وأبو داود ، وابن ماجه ، والدارمي ، عن زيد بن ثابت .

وفي حديث آخر عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «نضر الله امرأ ، سمع منا شيئا ، فبلغه كما سمعه ، فرب مبلغ أوعى له من سامع» ; أي : أحفظ للحديث ، وأفهم ، وأتقن له . رواه الترمذي ، وابن ماجه ، ورواه الدارمي عن أبي الدرداء .

وقد نص على هؤلاء بالتعديل في حديث إبراهيم العذري ، فقال : «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين» رواه البيهقي في «المدخل» مرسلا .

«والعدول» : الثقات ، و «النفي» : الطرد ، و «الغالون» : المبتدعة الذين يتجاوزون في كتاب الله وسنة رسوله عن المعنى المراد ، فيحرفونهما من جهته كما حرف أهل الكتاب الكلم عن مواضعه ، والانتحال : ادعاء قول أو شعر قاله غيره بانتسابه إلى نفسه .

قيل : هو كناية عن الكذب .

والمعنى : إن المبطل إذا اتخذ قولا من علمنا; ليستدل على باطله ، أو عزا إليه ما لم يكن منه ، نفوا قوله عن هذا العلم ، ونزهوه عما ينتحله .

«والتأويل» : صرف معنى القرآن والحديث إلى ما ليس بصواب . كذا في «المرقاة» .

التالي السابق


الخدمات العلمية