صفحة جزء
الرد على مذهب القدرية والمعتزلة في أفعال العباد

والمقصود هنا من إيراد هذه الآية : الرد على القدرية والمعتزلة القائلين بأن أعمال العباد مخلوقة لهم ، لا لله سبحانه ، ولا شيء أصرح من هذه على هذا المراد .

والآيات الأخرى تدل له; كقوله تعالى : يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله ; [آل عمران : 154] أي : ليس لكم ، ولا لغيركم منه شيء .

وقال تعالى : وما تشاءون إلا أن يشاء الله [الإنسان : 30]; أي : الأمر إليه سبحانه ، لا إليكم ، والخير والشر بيده لا بيدكم ، لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع ، فمشيئة العبد مجردة لا تأتي بخير ولا تدفع شرا ، وإن كان يثاب على المشيئة الصالحة ، ويؤجر على قصد الخير ، كما في حديث : «إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى» .

قال الزجاج : أي : لستم تشاؤون إلا بمشيئة الله .

والآية الشريفة حجة على المعتزلة والقدرية النفاة لمشيئة الله المثبتة لمشيئة العباد .

وما أجهلهم بكلام الله وكلام رسوله ، وأبعدهم عن مدارك الشرع وفهم الكتاب والسنة!

التالي السابق


الخدمات العلمية