صفحة جزء
[ ص: 265 ] خوف السلف من التكلم في الدين بالرأي

وقال طلق بن غنام: أبطأ حفص بن غياث في قضية، فقلت له: قل، فقال: إنما هو رأي ليس فيه كتاب ولا سنة، وإنما أجر في لحمي فما عجالتي؟

وقال عاصم الأحول: كان ابن سيرين إذ سئل عن شيء، قال: ليس عندي فيه إلا رأي أتهمه، فيقال له: قل فيه برأيك، فيقول: لو أعلم أن رأيي يثبت لقلت فيه، ولكني أخاف أن أرى اليوم رأيا، وأرى غدا غيره، فأحتاج أن أتبع الناس في دورهم.

وعن سالم بن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: أن رجلا سأله عن شيء، فقال له: لم أسمع في هذا بشيء، فقال له الرجل: إني أرضى برأيك، فقال له سالم: لعلي أن أخبرك برأيي، ثم تذهب، فأرى بعدك رأيا غيره، فلا أجدك.

وعن ابن عمر -رضي الله عنه-: أنه كان إذا سئل عن شيء لم يبلغه فيه شيء، قال: إن شئتم أخبرتكم بالظن.

التالي السابق


الخدمات العلمية