صفحة جزء
منقبة أبي ذر، ومقداد، وسلمان -رضي الله عنهم-

عن بريدة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله -تبارك وتعالى- أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم»، قيل: يا رسول الله! سمهم لنا، قال: «علي منهم»، يقول ذلك ثلاثا .

وإنما قال ثلاثا تأكيدا؛ لأن بريدة كان فيه شيء من علي لما رأى منه في قضية إمارة اليمن بالسوءة، قاله في «اللمعات».

وقال في «الترجمة»: قوله: «علي منهم» فيه إفادة الاعتناء والاهتمام بشأنه، وأنه الفرد الكامل من الجماعة، ولهذا لم يعده مع الثلاثة الآخرين، «وأبو ذر، والمقداد، وسلمان».

قال في «الترجمة»: علي ماذا أصفه! وكان أبو ذر أصدق الصحابة، وأزهدهم، ومقتداهم، وقديم الإسلام سادسهم فيه، حضر بدرا، وأحدا، وجملة المشاهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان من النجباء الخيار، والفضلاء الكبار، روى عنه أمير المؤمنين علي -عليه السلام- وصلى عليه عثمان -رضي الله عنه-

وسلمان معدود من أهل البيت النبوي، طاف ثلاثمائة سنة في طلب نبي آخر الزمان إلى أن رأى وجه المقصود، وكان زاهدا ينسج الحصير ويقوت ويعطي وظائفه الفقراء، «أمرني بحبهم، وأخبرني أنه يحبهم»، كرره للتقرير والتأكيد، وأخبر أن له معهم محبة خالصة. رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب حسن.

التالي السابق


الخدمات العلمية