صفحة جزء
الرد على مغالطة المقلدين في احتجاجهم على تقليدهم

بقوله تعالى -: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .

وإن استروح المقلد إلى الاستدلال بقوله تعالى -: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فهو يقتصر على سؤال أهل العلم عن الحكم الثابت في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- حتى يبينوه له، كما أخذ الله عليهم من بيان أحكامه لعباده .

فإن معنى هذا السؤال الذي شرع الله: هو السؤال عن الحجة الشرعية وطلبها من العالم، فيكون راويا، وهذا السائل مسترويا.

والمقلد يقر على نفسه بأنه يقبل قول العالم ولا يطالب بالحجة .

فالآية هي دليل الاتباع، لا دليل التقليد، وقد أوضحنا الفرق بينهما فيما سلف.

هذا على فرض أن المراد بها: السؤال العام، وقد قدمنا أن السياق يفيد أن المراد بها: السؤال الخاص; لأن الله يقول: وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وقد قدمنا طرفا من تفسير أهل العلم لهذه الآية .

وبهذا يظهر لك أن هذه الحجة التي احتج بها المقلد هي حجة داحضة على فرض أن المراد: المعنى الخاص، وهي عليه لا له على أن المراد: المعنى العام .

التالي السابق


الخدمات العلمية