صفحة جزء
باب جامع في الصلاة

الصلاة تشتمل على ثلاثة: فرائض، وسنن، وفضائل، واختلف في مواضع منها:

أحدها: هل هو فرض أو فضيلة؟

والثاني: هل هو فرض أو سنة؟

والثالث: هل هو سنة أو فضيلة؟

والرابع: هل هو فضيلة أم لا؟

فالفرض شرط في صحة الصلاة لا تجزئ إلا به، فإن أخل به عمدا بطل، وإن أخل به سهوا أتى به وأجزأته الصلاة على الاختلاف في صفة الإتيان به.

وإن أخل بالسنة سهوا أجزأته صلاته، ويأتي عن تلك السنة بسجود السهو.

واختلف إذا تعمد هل تصح الصلاة أم لا؟ وإن أخل بالفضيلة سهوا أو عمدا أجزأته الصلاة، ولا يأتي عن ذلك بسجود.

فمن فروضها تكبيرة الإحرام وتعيينها بالقول: " الله أكبر" ، والقراءة وأنها تتعين بسورة الحمد، والقيام للقراءة، والركوع، والسجود، والجلسة الأخيرة قدر السلام، والسلام.

ومن فروضها وليس مما تشتمل عليه: النية، وكونها مقارنة للدخول أو مقاربة على القول الآخر، والتوجه إلى القبلة مع القدرة على ذلك.

واختلف في التكبير سوى تكبيرة الإحرام هل هو سنة أو فضيلة؟ وفي التسبيح في الصلاة، وفي السورة التي مع أم القرآن، هل هي فضيلة أو سنة؟ [ ص: 417 ]

وفي التسبيح والتحميد لمن لا يحسن القراءة هل هو واجب أو مستحب؟ وفي الطمأنينة في الركوع والسجود هل هي فرض، ولا تجزئ الصلاة بعدهما، أو فضيلة فتجزئ الصلاة، ولا يأتي عنه بسجود؟ وفي الرفع من الركوع هل هو فرض أو سنة؟ واختلف بعد القول إنه فرض، هل الطمأنينة فيه فرض أو فضيلة.

والرفع بين السجدتين فرض; لأنه فصل بينهما، وإلا كانت سجدة. واختلف في الجلسة بينهما هل هي فرض أو سنة.

واختلف بعد القول فيها إنها فرض: هل الطمأنينة فيها فرض؟ أو فضيلة، والجلسة الأولى سنة، وقيل: فرض، ويجزئ فيها سجود السهو، والتشهد الأول سنة.

واختلف في التشهد الآخر هل هو فرض أو سنة؟ وفي الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - هل هو فرض في الصلاة أم لا؟

وكل ذلك مبين في مواضعه في هذا الكتاب وفي الكتاب الثاني، وجمعت ذلك ها هنا ليكون أقرب لفهم القارئ.

التالي السابق


الخدمات العلمية