صفحة جزء
باب في ركعتي الفجر

الأصل فيهما حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر". وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لهما أحب إلي من الدنيا وما عليها". أخرجه مسلم.

واختلف هل هما سنة أو من الرغائب؟ فقال مالك: يستحب العمل بهما. وقال أصبغ: هما من الرغائب. وقال أشهب: هما سنة وليستا كالوتر.

واختلف فيما يقرأ به فيهما؟ وهل القراءة سرا أو جهرا؟ فقال مالك: الذي أفعل أنا في القراءة بأم القرآن وحدها. وقال في كتاب محمد: سرا؛ لحديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "إني لأقول: أقرأ فيهما بأم القرآن أم لا؟".

وقال أيضا في "مختصر ما ليس في المختصر": يقرأ فيهما بسورتين من قصار [ ص: 482 ] المفصل. وفي كتاب مسلم عن أبي هريرة: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ فيهما بأم القرآن، و قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد ".

وروي عن ابن عباس أنه قرأ في الأولى: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا... الآية [البقرة: 136] ، وفي الثانية قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم [آل عمران: 64]. وفي هذا دليل على أنه كان في بعض الأوقات يجهر بالقراءة. ولا وجه للقول أنه يسر فيهما; لأنهما من صلاة النهار; لأن بعدهما صلاة الصبح والقراءة فيها جهرا.

التالي السابق


الخدمات العلمية