صفحة جزء
فصل الأشهر المرغب في صيامها

الأشهر المرغب في صيامها ثلاثة: المحرم، ورجب، وشعبان، ومن أيام السنة ستة من شوال، وعشر ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، ومن أيام الجمعة الاثنين والخميس.

والأصل في هذه الجملة قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" أخرجه مسلم، [ ص: 816 ] وقالت عائشة -رضي الله عنها-: "ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر صياما منه في شعبان" اجتمع عليه الصحيحان.

وقال أبو أيوب: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" أخرجه مسلم، وقال: "ما من أيام أحب إلى الله أن يعبد فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها صيام سنه، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر" وقال: "صيام يوم عرفة يكفر السنه الماضية والثانية، وصيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية" أخرجه مسلم.

يريد: في يوم عرفة ما لم يكن في حج، فإن فطره حينئذ أفضل للتقوي على الدعاء، وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "أوصاني خليلي بثلاث; بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وألا أنام قبل أن أوتر" أخرجه البخاري ومسلم. [ ص: 817 ]

واختلف متى تصام الثلاثة من الشهر فقالت عائشة -رضي الله عنها- في كتاب مسلم: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم ثلاثة أيام من كل شهر. ولا يبالي من أي أيام الشهر كان يصوم"، وقال أبو ذر -رضي الله عنه- في الترمذي: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم: ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر" وقيل: يصوم من أوله; لأن تعجيل كل خير خير من تأخيره، وإلى هذا ذهب الشيخ أبو الحسن، قال الشيخ -رضي الله عنه-: ولأنه لا يدري ما يقطعه عن ذلك من موت أو مرض أو سفر أو عدم نشاط، وقيل: يبتدئ كل عشر بصوم يوم، يصوم أول يوم، وأحد عشر، وأحد وعشرين؛ ليكون قد استفتح كل عشر بالطاعة.

وفي مسلم قال أبو قتادة -رضي الله عنه-: "سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم الاثنين، فقال: فيه ولدت وفيه بعثت أو أنزل علي فيه" وفي الترمذي قالت عائشة -رضي الله عنها-: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتحرى صوم الاثنين والخميس"، ومنه: قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب [ ص: 818 ] أن يعرض عملي وأنا صائم".

التالي السابق


الخدمات العلمية