صفحة جزء
فصل [في مكان الوقوف بعرفة]

وقال ابن حبيب : يقف بعرفة عند الهضاب من سفح الجبل ، وحيث يقف الإمام أفضل . وفي كتاب مسلم : "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل بطن ناقته للصخرات ، وجعل جبل المشاة بين يديه ، واستقبل القبلة" .

وقال مالك في كتاب محمد : لا أحب أن أقف على جبال عرفة ، ولكن مع الناس ، وليس في موضع من ذلك فضل إذا وقف مع الناس .

واختلف فيمن وقف بمسجد عرفة على ثلاثة أقوال : فقال مالك في كتاب [ ص: 1208 ] محمد : لم يصب من وقف به . قيل له : فإن فعل حتى دفع الإمام ؟ قال : لا أدري . فكأنه شك هل هو من الحل أو من الحرم . وقال أصبغ : لا حج له . ورآه من غير عرفة . وقال محمد : ويقال إن حائط المسجد القبلي على حده ، ولو سقط لسقط في عرنة . وعلى هذا يجزئ الوقوف فيه ؛ لأنه من الحل . وكذا عند ابن مزين : أنه يجزئ الوقوف فيه . واستحب مالك أن يقف راكبا ؛ للحديث : "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف راكبا" . ويقف على الدواب ما لم يضر بها ؛ لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تتخذ ظهورها كراسي . ومن لم تكن له دابة فقائما ، ولا يجلس إلا لعلة ، أو لكلال . [ ص: 1209 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية