وقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة في قوله عز وجل : وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم أنه يحشر الخلق كلهم يوم القيامة البهائم والدواب والطير وكل شيء فيبلغ من عدل الله تعالى أن يأخذ للجماء من القرناء ، ثم يقول كوني : ترابا فذلك حين يقول الكافر : يا ليتني كنت ترابا فكيف أنت يا مسكين في يوم ترى صحيفتك خالية عن حسنات طال فيها تعبك فتقول : أين حسناتي ؟ فيقال : نقلت إلى صحيفة خصمائك ، وترى صحيفتك مشحونة بسيئات طال في الصبر عنها نصبك واشتد بسبب الكف عنها عناؤك فتقول : يا رب ، هذه سيئات ما قارفتها قط ، فيقال : هذه سيئات القوم الذين اغتبتهم وشتمتهم وقصدتهم بالسوء وظلمتهم في المبايعة والمجاورة والمخاطبة والمناظرة والمذاكرة والمدارسة وسائر أصناف المعاملة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام بأرض العرب ولكن سيرضى منكم بما هو دون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات ، فاتقوا الظلم ما استطعتم ، فإن العبد ليجيء يوم القيامة بأمثال الجبال من الطاعات فيرى أنهن سينجينه فما يزال عبد يجيء فيقول : رب إن فلانا ظلمني بمظلمة ، فيقول : امح من حسناته ، فما يزال كذلك حتى لا يبقى من حسناته شيء ، وإن مثل ذلك مثل سفر نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حطب فتفرق القوم فحطبوا فلم يلبثوا أن أعظموا نارهم وصنعوا ما أرادوا وكذلك الذنوب ولما نزل قوله تعالى : إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قال الزبير : يا رسول الله ، أيكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب ؟ قال : نعم ؛ ليكررن عليكم حتى تؤدوا إلى كل ذي حق حقه ، قال الزبير : والله إن الأمر لشديد فأعظم بشدة يوم لا يسامح فيه بخطوة ولا يتجاوز فيه عن لطمة ولا عن كلمة حتى ينتقم للمظلوم من الظالم ، قال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=696309يحشر الله العباد عراة غبرا بهما ، قال : قلنا : ما بهما ؟ قال : ليس معهم شيء ، ثم يناديهم ربهم تعالى بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب : أنا الملك أنا الديان لا ينبغي ، لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عليه مظلمة حتى أقتصه منه ، ولا لأحد من أهل النار إن يدخل النار ولأحد من أهل الجنة عنده مظلمة حتى أقتصه منه حتى اللطمة ، قلنا : وكيف وإنما نأتي الله عز وجل عراة غبرا بهما ؟ فقال : بالحسنات والسيئات فاتقوا الله عباد الله ومظالم العباد بأخذ أموالهم .
والتعرض لأعراضهم وتضييق قلوبهم وإساءة الخلق في معاشرتهم ، فإن ما بين العبد وبين الله خاصة فالمغفرة إليه أسرع ، ومن اجتمعت عليه مظالم وقد تاب عنها وعسر عليه استحلال أرباب المظالم فليكثر من حسناته ليوم القصاص ويسر ببعض الحسنات بينه وبين الله بكمال الإخلاص بحيث لا يطلع عليه إلا الله فعساه يقربه ذلك إلى الله تعالى فينال به لطفه الذي ادخره لأحبابه المؤمنين في دفع مظالم العباد عنهم كما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه يضحك حتى بدت ثناياه ، فقال عمر ما يضحكك يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ؟ قال : رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة ، فقال أحدهما : يا رب خذ لي مظلمتي من أخي فقال الله تعالى : أعط أخاك مظلمته قال : يا رب لم يبق من حسناتي شيء ، فقال الله تعالى للطالب : كيف تصنع ولم يبق من حسناته شيء ؟ قال : يا رب يتحمل عني من أوزاري ، قال : وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء ، ثم قال : إن ذلك ليوم عظيم ، يوم يحتاج الناس إلى أن يحمل عنهم من أوزارهم ، قال : فقال الله للطالب : ارفع رأسك فانظر في الجنان ، فرفع رأسه ، فقال : يا رب أرى مدائن من فضة مرتفعة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ ، لأي نبي هذا ؟ أو لأي صديق هذا ؟ أو لأي شهيد هذا ؟ قال : لمن أعطاني الثمن ، قال : يا رب ، ومن يملك ثمنه ؟! قال : أنت تملكه ، قال وما : هو ؟ قال : عفوك عن أخيك ، قال : يا رب إني قد عفوت عنه ، قال الله تعالى : خذ بيد أخيك فأدخله الجنة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ؛ فإن الله يصلح بين المؤمنين وهذا تنبيه على أن ذلك إنما ينال بالتخلق بأخلاق الله وهو إصلاح ذات البين وسائر الأخلاق .
فتفكر الآن في نفسك إن خلت صحيفتك عن المظالم أو تلطف لك حتى عفا عنك وأيقنت بسعادة الأبد كيف يكون سرورك في منصرفك من مفصل القضاء ، وقد خلع عليك خلعة الرضا وعدت بسعادة ليس بعدها شقاء وبنعيم لا يدور بحواشيه الفناء وعند ذلك طار قلبك سرورا وفرحا وابيض وجهك واستنار وأشرق كما يشرق القمر ليلة البدر ، فتوهم تبخترك بين الخلائق رافعا رأسك خاليا عن الأوزار ظهرك ونضرة نسيم النعيم وبرد الرضا يتلألأ من جبينك ، وخلق الأولين والآخرين ينظرون إليك وإلى حالك ويغبطونك في حسنك وجمالك والملائكة يمشون بين يديك ومن خلفك وينادون على رءوس الأشهاد : هذا فلان بن فلان رضي الله عنه وأرضاه وقد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا أفترى أن هذا المنصب ليس بأعظم من المكانة التي تنالها في قلوب الخلق في الدنيا بريائك ومداهنتك وتصنعك وتزينك ، فإن كنت تعلم أنه خير منه بل لا نسبة له إليه فتوسل إلى إدراك هذه الرتبة بالإخلاص الصافي والنية الصادقة في معاملتك مع الله ، فلن تدرك ذلك إلا به .
وإن تكن الأخرى والعياذ بالله بأن خرج من صحيفتك جريمة كنت تحسبها هينة وهي عند الله عظيمة فمقتك لأجلها ، فقال : عليك لعنتي يا عبد السوء ، لا أتقبل منك عبادتك فلا تسمع هذا النداء إلا ويسود وجهك ، ثم تغضب الملائكة لغضب الله تعالى فيقولون : وعليك لعنتنا ولعنة الخلائق أجمعين ، وعند ذلك تنثال إليك الزبانية وقد غضبت لغضب خالقها فأقدمت عليك بفظاظتها وذعارتها وصورها المنكرة فأخذوا بناصيتك يسحبونك على وجهك على ملأ الخلق وهم ينظرون إلى اسوداد وجهك وإلى ظهور خزيك وأنت تنادي بالويل والثبور وهم يقولون لك : لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا وتنادي ، الملائكة ويقولون : هذا فلان بن فلان .
كشف الله عن فضائحه ومخازيه ولعنه بقبائح مساويه فشقي شقاوة لا يسعد بعدها أبدا وربما يكون ذلك بذنب أذنبته خفية من عباد الله أو طلبا للمكانة في قلوبهم أو خوفا من الافتضاح عندهم ، فما أعظم جهلك إذ تحترز عن الافتضاح عند طائفة يسيرة من عباد الله في الدنيا المنقرضة ثم لا تخشى من الافتضاح العظيم في ذلك الملأ العظيم مع التعرض لسخط الله وعقابه الأليم والسياق بأيدي الزبانية إلى سواء الجحيم فهذه أحوالك وأنت لم تشعر بالخطر الأعظم وهو خطر الصراط .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في البعث، وقال يحيى بن جعدة : إن أول خلق الله يحاسب يوم القيامة: الدواب والهوام حتى يقضى بينهما حتى لا يذهب شيء بظلامة، ثم يجعلها ترابا، ثم يبعث الثقلين الجن والإنس، فيومئذ يتمنى الكافر أن يكون ترابا . رواه الدينوري في المجالسة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : تقاد المنقورة من الناقرة والمركوضة من الراكضة والجلحاء من ذات القرنين والناس ينظرون، ثم يقال: كوني ترابا لا جنة ولا نار. رواه nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11863أبو الزناد : إذا قضي بين الناس وأمر أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار، قيل لسائر الأمم ولمؤمني الجن: عودوا ترابا، فيعودون. رواه nindex.php?page=showalam&ids=13260ابن شاهين في كتاب العجائب والغرائب .
(فكيف أنت يا مسكين في يوم ترى صحيفتك خالية من حسنات [ ص: 477 ] طال فيها تعبك فتقول: أين حسناتي؟ فيقال: نقلت إلى صحيفة خصمائك، وترى صحيفتك مشحونة بسيئات طال في الصبر عنها نصبك اشتد الكف عنها عناؤك فتقول: يا رب، هذه سيئات ما قارفتها قط، فيقال: هذه سيئات القوم الذين اغتبتهم وشتمتهم وقصدتهم بالسوء وظلمتهم في المبايعة والمجاورة والمخاطبة والمناظرة والمذاكرة والمدارسة وسائر أصناف المعاملة، قال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ) -رضي الله عنه- (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الشيطان قد أيس أن تعبد الأصنام بأرض العرب ولكن سيرضى منكم بما هو دون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات، فاتقوا الظلم ما استطعتم، فإن العبد يجيء يوم القيامة بأمثال الجبال من الطاعات فيرى أنهن ستنجيه فما يزال عبد يجيء فيقول: يا رب إن فلانا ظلمني بمظلمة، فيقول: امح من حسناته، فما يزال كذلك حتى ما يبقى من حسناته شيء، وإن مثل ذلك مثل سفر نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حطب فتفرق القوم فحطبوا فلم يلبثوا أن أعظموا نارهم وصنعوا ما أرادوا وكذلك الذنوب ) .
قلت: أول الحديث قد روي من طرق منها حديث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت : nindex.php?page=hadith&LINKID=943362إن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب . رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير nindex.php?page=showalam&ids=14679والضياء في المختارة وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني : أن تعبد الأصنام في جزيرة العرب. ورواه كذلك من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء.
ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب: إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب ولكن خفت أن يضل من يبقى منهم بالنجوم . رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14203الخرائطي في مساوئ الأخلاق من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : nindex.php?page=hadith&LINKID=944030اتقوا المظالم ما استطعتم فإن الرجل يجيء يوم القيامة بحسنات يرى أنها ستنجيه، فما يزال عند ذلك يقول: إن لفلان قبلك مظلمة، فيقول: امحوا من حسناته، فما تبقى له حسنة، ومثل ذلك كمثل سفر نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حطب، فتفرق القوم فاحتطبوا النار وأنضجوا ما أرادوا، فكذلك الذنوب، وهذا السياق هو الذي عناه المصنف. وروى nindex.php?page=showalam&ids=14203الخرائطي أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة : إن العبد ليعطى كتابه يوم القيامة منشورا، فيقول: رب ألم أعمل حسنة يوم كذا وكذا؟! فيقال له: محيت عنك باغتيابك الناس، وإسناده ضعيف .
nindex.php?page=hadith&LINKID=682202 (ولما نزل قوله تعالى: إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قال nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بن العوام -رضي الله عنه-: يا رسول الله، أيكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب؟ قال: نعم؛ ليكررن عليكم) ذلك (حتى تؤدوا إلى كل ذي حق حقه، قال الزبير: والله إن الأمر لشديد) قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد واللفظ له nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث الزبير، وقال: حسن صحيح. اهـ. قلت: ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=12289وابن منيع وابن أبي عمر nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم [ ص: 478 ] فى الحلية nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في البعث، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13507وابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير بمثل سياق المصنف .
قال العراقي : ليس من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وإنما هو عبد الله بن أنيس. رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بإسناد حسن وقال: غرلا بدل بهما. اهـ .
قلت: ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=14203والخرائطي في مساوئ الأخلاق، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الكبير، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم nindex.php?page=showalam&ids=14679والضياء، ولفظهم: بهما، كما عند المصنف، وعبد الله بن أنيس جهمي حالف بني سلمة من الأنصار؛ فلذلك يقال له الأنصاري، قال ابن يونس : صلى إلى القبلتين ودخل مصر وخرج إلى إفريقية، قلت: وهو المدفون في جربة وحديثه، هذا في القصاص هو الذي رحل له nindex.php?page=showalam&ids=36جابر لسماعه منه إلى مصر، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وغيره من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13371عبد الله بن محمد بن عقيل عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال: بلغني حديث في القصاص، وصاحبه بمصر، فرحلت إليه مسيرة شهر فذكره .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب العلم من الصحيح: ورحل nindex.php?page=showalam&ids=36جابر إلى عبد الله بن أنيس مسيرة شهر، وقال في كتاب التوحيد: ويذكر عن عبد الله بن أنيس فذكر طرفا من الحديث، أخبرنا عبد الخالق بن أبي بكر الزبيري، أخبرنا محمد بن أحمد بن سعيد، أخبرنا عبد الله بن سالم، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=12137محمد بن العلاء الحافظ، أخبرنا علي بن يحيى، أخبرنا يوسف بن عبد الله الحسني، أخبرنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر الحافظ، أنبأنا محمد بن مقبل الحلبي مكاتبة، عن أبي طلحة محمد بن علي بن يوسف الحرادي، أخبرنا الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، أخبرنا أبو زكريا يحيى بن عبد الرحمن الحنبلي، أخبرنا أبو طاهر الخشوعي، أخبرنا أبو محمد هبة الله بن الأكفاني، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب في كتابه الرحلة في طلب الحديث ما لفظه: ذكر عن رجل في حديث واحد من الصحابة الأكرمين رضوان الله عليهم أجمعين، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف الصياد والحسن بن أبي بكر، قالا: أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد العطار ح، وأخبرتنا أم الفرج فاطمة بنت هلال بن أحمد الكرخي، قالت: أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الواحد المكي، ح وحدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني لفظا بأصبهان، وسياق الحديث له، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي المقري، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى الموصلي، حدثنا شيبان، حدثنا همام، حدثنا القاسم بن عبد الواحد، حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب : إن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله حدثه قال: بلغني عن رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديث سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم أسمعه منه قال: فاتبعت بعيرا فشددت عليه رحلي فسرت إليه شهرا حتى أتيت الشام، فإذا هو عبد الله بن أنيس الأنصاري قال: فأرسلت إليه أن nindex.php?page=showalam&ids=36جابرا على الباب قال: فرجع إلي الرسول، فقال nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله؟ قلت: نعم، قال: فرجع الرسول إليه، فخرج إلي فاعتنقني واعتنقته .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب: وهكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=16501عبد الوارث بن سعيد عن القاسم بن عبد الواحد، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقري، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17102معاذ بن المثنى، حدثنا مسدد، حدثنا عبد الوارث عن القاسم بن عبد الواحد، عن nindex.php?page=showalam&ids=13371عبد الله بن محمد بن عقيل عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال: بلغني حديث عن رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاشتريت [ ص: 479 ] بعيرا، فشددت عليه رحلا، ثم سرت إليه شهرا حتى قدمت مصر، قال: فخرج إلي غلام أسود، فقلت: استأذن لي على فلان، قال: فدخل، فقال: إن أعرابيا بالباب يستأذن فاخرج، فخرج إليه، فقال له: من أنت؟ قال: فقال له: أخبره أني nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال: فخرج إليه، فالتزم كل واحد منهما صاحبه، قال: فقال: ما جاء بك؟ قال: حديث بلغني أنك تحدث به عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في القصاص، ما أعلم أن أحدنا يحفظه غيرك فأحببت أن تذاكرنيه، قال: نعم، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا كان يوم القيامة حشر الله عباده عراة غرلا بهما، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد منهم كما يسمعه من قرب: أنا الملك الديان، لا تظالموا اليوم لا ينبغي لأحد. فساقه، وفيه قالوا: يا رسول الله، وكيف؟ وإنما نأتي الله عراة غرلا بهما، قال: من الحسنات والسيئات .
قال: وروي عن أبي جارود العبسي عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر أخبرنيه عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا علي بن عمر بن محمد الحربي، حامد بن بلال البخاري، حدثنا محمد بن عبد الله المقري البخاري، حدثنا بحير بن النضر، حدثنا عيسى غنجار عن عمر بن الصج، عن nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان عن أبي جارود العبسي أن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال: بلغني حديث في القصاص، وكان صاحب الحديث بمصر فاشتريت بعيرا وشددت عليه رحلا ثم سرت شهرا حتى وردت مصر، فسألت عن صاحب الحديث فدللت عليه، فإذا هو باب لاطئ، فقرعت الباب فخرج إلي مملوك له أسود، فقلت: ههنا أبو فلان، فسكت عني، فدخل فقال لمولاه: بالباب أعرابي يطلبك، فقال: اذهب، فقل له: من أنت؟ فقلت: nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فخرج إلي فرحب بي وأخذ بيدي قلت: حديث في القصاص لا أعلم أحدا ممن بقي أحفظ له منك، فقال: أجل، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الله يبعثكم يوم القيامة حفاة عراة غرلا وهو تعالى على عرشه ينادي بصوت له رفيع غير فظيع يسمع البعيد كما يسمع القريب، يقول: أنا الديان لا ظلم عندي، وعزتي لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم ولو لطمة، ولو ضرب يد على يد ولأقتص للجماء من القرناء، ولأسألن الحجر لم نكب الحجر، ولأسألن العود لم خدش صاحبه في ذلك، أنزل علي في كتابه ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إن أخوف ما أخاف على أمتي من بعدي عمل قوم لوط، ألا فليرقب أمتي العذاب إذا تكافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء.
(فاتقوا الله عباد الله ومظالم العباد بأخذ أموالهم والتعرض لأعراضهم وتضييق قلوبهم وإساءة الخلق في معاشرتهم، فإن ما بين العبد وبين الله خاصة فالمغفرة إليه أسرع، ومن اجتمعت عليه مظالم وقد تاب عنها وعسر عليه استحلال أرباب المظالم فليكثر من حسناته ليوم القصاص وليسر) أي: ليخف (ببعض الحسنات بينه وبين الله بكامل الإخلاص بحيث لا يطلع عليه إلا الله فعساه يقربه) ذلك (إلى الله تعالى فينال به لطفه الذي ادخره لأحبابه المؤمنين في دفع مظالم العباد عنهم كما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ) -رضي الله عنه- (عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس إذ رأيناه يضحك حتى بدت ثناياه، فقال عمر) -رضي الله عنه- (ما يضحكك) وفي نسخة: ما أضحك (يا رسول الله، بأبي أنت وأمي؟ قال: رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة، فقال أحدهما: يا رب خذ لي مظلمتي من أخي فقال الله تعالى: أعط أخاك مظلمته، فقال: يا رب لم يبق من حسناتي شيء، فقال الله تعالى للطالب: كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء؟ قال: يا رب يتحمل عني من أوزاري، قال: وفاضت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبكاء، ثم قال: إن ذلك ليوم عظيم، يوم يحتاج الناس إلى أن يحمل عنهم من أوزارهم، قال: فقال الله للطالب: ارفع رأسك) وفي رواية: ارفع بصرك (فانظر في الجنان، فرفع رأسه، فقال: يا رب أرى مدائن من فضة مرتفعة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ، لأي نبي هذا؟ أو لأي صديق هذا؟ أو لأي شهيد هذا؟ قال: لمن أعطاني الثمن، قال: يا رب، ومن يملك ثمنه؟! قال: أنت تملكه، قال: ما هو؟ قال: عفوك عن أخيك، قال: يا رب إني قد عفوت [ ص: 480 ] عنه، قال الله تعالى: خذ بيد أخيك فأدخله الجنة) وفي رواية: فادخلا الجنة (ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم؛ فإن الله يصلح بين المؤمنين) .
قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في المستدرك، وقد تقدم اهـ. قلت: ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في البعث وقد صححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وتعقبه الذهبي بأن في سنده عباد بن شيبة الحبطي، وروى عنه عبد الله بن بكر السهمي، ضعف، وبقية رجاله ثقات .
(وهذا تنبيه على أن ذلك إنما ينال بالتخلق بأخلاق الله وهو إصلاح ذات البين وسائر الأخلاق) وقد تقدم الكلام على معنى التخلق بأخلاق الله، ونقل صاحب المواهب عن المصنف: أنه يؤتى برجل يوم القيامة فما يجد حسنة يرجح بها ميزانه وقد اعتدلت بالتسوية، فيقول الله تعالى له رحمة منه: اذهب في الناس فالتمس من يعطيك حسنة أدخلك بها الجنة، فما يجد أحدا يكلمه في ذلك الأمر إلا قال له: أنا أحوج لذلك منك فييأس، فيقول له رجل: لقد لقيت الله فما وجدت في صحيفتي إلا حسنة واحدة وما أظنها تغني عني شيئا خذها هبة، فينطلق بها فرحا مسرورا، فيقول الله: ما بالك؟ وهو أعلم، فيقول: يا رب اتفق من أمري كيت وكيت، قال: فينادي الله صاحبه الذي وهبه الحسنة، فيقول له تعالى: كرمي أوسع من كرمك خذ بيد أخيك وانطلقا إلى الجنة .
وكذا تستوي كفتا الميزان برجل، فيقول الله تعالى له: لست من أهل الجنة ولا من أهل النار، فيأتي الملك بصحيفة فيضعها في كفة الميزان فيها مكتوب "أف" فترجح على الحسنات؛ لأنها كلمة عقوق، فيؤمر به إلى النار، قال: فيطلب الرجل أن يرد إلى الله فيقول الله: ردوه، فيقول له: أيها العبد العاق، لأي شيء تطلب الرجوع إلي؟ فيقول: إلهي إني سائر إلى النار وكنت عاقا لأبي وهو سائر إلى النار مثلي فضعف علي العذاب فأنقذه منها، قال: فيضحك الله ويقول: عققته في الدنيا وبررته في الآخرة خذ بيد أبيك وانطلقا إلى الجنة .
(فتفكر الآن في نفسك إن خلت صحيفتك عن المظالم إن تلطف لك حتى عفا عنك وأيقنت بسعادة الأبد كيف يكون سرورك في منصرفك عن مفصل القضاء، وقد خلع عليك خلعة الرضا وعدت بسعادة ليس بعدها شقاوة ونعيم ولا يدور بحواشيه الفناء وعند ذلك طار قلبك سرورا وفرحا وابيض وجهك واستنار وأشرق كما يشرق القمر ليلة البدر، فتوهم تبخترك بين الخلائق رافعا رأسك خاليا عن الأوزار ظهرك ونضرة نسيم النعيم وبرد الرضا يتلألأ من جبينك، وخلق الأولين والآخرين ينظرون إليك وإلى حالك ويغبطونك في حسنك وجمالك والملائكة يمشون بين يديك ومن خلفك وينادون على رءوس الأشهاد: هذا فلان بن فلان - رضي الله عنه- وأرضاه وقد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا) وقد تقدم معنى ذلك من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس من عند صاحب الحلية، وروي نحوه عن nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان في كتاب الأهوال nindex.php?page=showalam&ids=12455لابن أبي الدنيا .
(فترى أن هذا المنصب ليس بأعظم من المكانة التي تنالها في قلوب الخلق في الدنيا بريائك ومداهنتك وتصنعك وتزينك، فإن كنت تعلم أنه خير منه بل لا نسبة له إليه فتوسل إلى إدراك هذه المرتبة) العالية (بالإخلاص الصافي والنية الصادقة في معاملتك مع الله تعالى، فلن تدرك ذلك إلا به، وإن تكن الأخرى والعياذ بالله تعالى بأن خرج من صحيفتك جريمة كنت تحسبها هينة وهي عند الله عظيمة) ولو نحو أف للوالدين (فمقتك لأجلها، فقال: عليك لعنتي يا عبد السوء، لا أتقبل منك عبادتك) بل هي مردودة عليك (فلا تسمع هذا النداء إلا ويسود وجهك، ثم تغضب الملائكة لغضب الله تعالى فيقولون: وعليك لعنتنا ولعنة الخلائق أجمعين، وعند ذلك ينثال إليك الزبانية) وهم الملائكة الموكلة بالنار (وقد غضبت لغضب خالقها فأقدمت عليك بفظاظتها وذعارتها وصورها المنكرة فأخذوا بناصيتك) وأقدامك (يسحبونك على وجهك على ملأ الخلق وهم ينظرون إلى اسوداد [ ص: 481 ] وجهك وإلى ظهور خزيك وأنت تنادي بالويل والثبور وهم يقولون: لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا، وتنادي الملائكة ويقولون: هذا فلان بن فلان، كشف الله عن فضائحه ومخازيه ولعنه بقبائح مساويه فشقي شقاوة لا يسعد بعدها أبدا) .
كما روي معناه في حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس المتقدم (وربما يكون ذلك بذنب أذنبته خيفة من عباد الله أو طلبا للمكانة في قلوبهم أو خوفا من الافتضاح عندهم، فما أعظم جهلك إذ تحترز عن الافتضاح عند طائفة يسيرة من عباد الله في الدنيا المنقرضة) الفانية عن قرب (ثم لا تخشى من الافتضاح العظيم في ذلك الملأ العظيم) وقد ورد: فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة. كما تقدم (مع التعرض لسخط الله وعقابه الأليم والسياق بأيدي الزبانية إلى سواء الجحيم فهذه أحوالك وأنت لم تشعر) بعد (بالخطر الأعظم) والخطب الأفزع الأهم (وهو خطر الصراط) .