إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ثم استثر من قلبك التعظيم والخوف بقولك : مالك يوم الدين ، أما العظمة ، فلأنه لا ملك إلا له وأما الخوف ، فلهول يوم الجزاء والحساب الذي هو مالكه .


(ثم استثر) استفعال من الإثارة، وفي نسخة: ثم استشعر (من قلبك التعظيم والخوف بقولك: مالك يوم الدين، أما العظمة، فلأنه لا ملك) بكسر الميم (إلا له) حقيقية، ولذلك لا يوصف بالظلم؛ لأنه تصرف في حق الغير، ولا غير هنا يوصف بالملك حتى يقال: إنه تصرف في غير ما هو له، وهذا على قراءة مالك بالألف من الملك بكسر الميم، ويحتمل أن يكون بضم الميم، والمعنى لا تصرف إلا له تعالى، وهذا على قراءة ملك بغير ألف، ومعناه المتصرف بالأمر والنهي .

(وأما الخوف، فلهول يوم الجزاء والحساب الذي هو مالكه) أشار بذلك أن المراد بالدين هو الحساب والجزاء، وله معان أخر غير ذلك، لكن الأنسب هنا هو ما ذكر .

التالي السابق


الخدمات العلمية