إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الرابعة أن يؤم مخلصا لله عز وجل ، ومؤديا أمانة الله تعالى في طهارته ، وجميع شروط صلاته .

أما الإخلاص فبأن لا يأخذ عليها أجرة فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن أبي العاص الثقفي وقال اتخذ : مؤذنا لا يأخذ على الأذان أجرا .


(الرابعة أن يؤم مخلصا لله عز وجل ) ، أي : مريدا بها وجهه (وما عنده ، ومؤديا أمانة الله في طهارته ، وجميع شروط صلاته) ، ولفظ القوت : وليكن الإمام مأمونا على طهارته بإتمامها مأمونا في صلاته بإتمامها (أما الإخلاص) المذكور (فبأن لا يأخذ عليها) ، أي : على الإمامة (أجرة) في مقابلتها (فقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن أبي العاص الثقفي) هو أبو عبد الله الطائفي أخو الحكم بن أبي العاص ، ولهما صحبة ، قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في وفد ثقيف ، واستعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على الطائف ، ثم أقره أبو بكر ، وعمر . مات سنة إحدى وخمسين . روى له الجماعة إلا البخاري .

(فقال : واتخذ مؤذنا لا يأخذ على الأذان أجرا ) ، ولفظ القوت : أن يتخذ مؤذنا ، والباقي سواء . قال العراقي : أخرجه أصحاب السنن ، والحاكم ، وصححه من حديث عثمان بن أبي العاص .

قلت : وأخرجه البيهقي في السنن من طريق حماد بن سلمة ، أخبرنا الجريري ، عن أبي العلاء ، عن مطرف ، عن عثمان بن أبي العاص ، قلت : يا رسول الله اجعلني إمام قومي قال : أنت إمامهم فاقتد بأضعفهم ، واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا .

التالي السابق


الخدمات العلمية