إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وأما وظائف التحلل فثلاثة .

؛ أولها : أن ينوي بالتسليمتين السلام على القوم والملائكة .

الثانية : أن يثبت عقيب السلام كذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمر رضي الله عنهما .


(ووظائف التحلل) من الصلاة (ثلاث ؛ أولها : أن ينوي بالتسليمتين السلام على القوم) الحاضرين من المصلين (والملائكة) يمينا وشمالا ، وقد تقدم الكلام على هذه المسألة مفصلا (الثانية : أن يثب) ، أي : يستوفز للقيام (عقيب السلام) . هكذا هو في ثلاث نسخ من الكتاب ، ويدل له قوله فيما بعد : فيصلي النافلة في موضع آخر ، وفي نسخة العراقي : أن يثبت عقيب السلام ، والمعنى لا يقوم مستعجلا ؛ بل يمكث ، ويدل له سياق القوت : وأن يجلس بعد الفريضة قليلا للتسبيح ، والدعاء . أهـ .

ووجدت هكذا في نسخة أخرى مصححة ، وفيها أيضا : ويصلي النافلة بالواو بدل الفاء ؛ ولذا قال العراقي : عند قوله : (كذلك فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأبو بكر ، وعمر - رضي الله عنهما -) ما نصه : حديث المكث بعد السلام . رواه البخاري من حديث أم سلمة . أهـ .

ونقل الكمال بن الهمام من أصحابنا ما نصه : قام رجل قد أدرك مع النبي - صلى الله عليه وسلم - التكبيرة الأولى ليشفع ، فوثب عمر - رضي الله عنه - ، فأخذ منكبه ، فهزه ، ثم قال : اجلس ، فإنه لم يهلك أهل الكتاب ، إلا أنهم لم يكن لهم بين صلاتهم فصل ، فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - بصره ، فقال : أصاب الله بك يا ابن الخطاب . أهـ .

قلت : هذا الحديث أخرجه أبو داود ، والبيهقي من طريق الأزرق بن قيس قال : صلى بنا إمام لنا يكنى أبازمة ، فساقه .

التالي السابق


الخدمات العلمية