إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
فحرم الاشتغال بأمور الدنيا ، وبكل صارف عن السعي إلى الجمعة .

وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل فرض عليكم الجمعة في يومي هذا في مقامي هذا " .


وقال المصنف : (فحرم الاشتغال بأمور الدنيا ، وبكل صارف) ، أي : مانع (عن السعي إلى الجمعة) عند طائفة من العلماء لعموم النهي عنه .

وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : هل تعلم من شيء يحرم إذا أذن بالأولى سوى البيع ؟ قال عطاء : إذا نودي بالأولى حرم اللهو ، والبيع ، والصناعات كلها هي بمنزلة البيع ، والرقاد ، وأن يأتي الرجل أهله ، وأن يكتب كتابا ، ومنهم من جعل البيع فاسدا عند الأذان الأول ، كما روي ذلك عن [ ص: 214 ] بعض السلف ، ومنهم من خصه بالأذان الثاني ، وهو مع خروج الإمام إذا قعد على المنبر .

(وقال - صلى الله عليه وسلم - : "إن الله فرض عليكم الجمعة في يومي هذا في مقامي هذا " ) قال العراقي : أخرجه ابن ماجه من حديث جابر بإسناد ضعيف . أهـ .

قلت : ولفظ ابن ماجه : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب ، فقال : إن الله افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في شهري هذا في عامي هذا إلى يوم القيامة ، فمن تركها استخفافا بها ، أو جحودا بها ، فلا جمع الله شمله ، ولا بارك له في أمره ، ألا ولا صلاة له ، ولا زكاة له ، ولا حج له ، ولا بركة حتى يتوب ، فمن تاب تاب الله عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية