إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وهكذا بالأوتار .


( وهكذا بالأوتار) أما الإيتار بسبع فرواه مسلم وأبو داود والنسائي واللفظ له من حديث عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كبر وضعف أوتر بسبع ركعات لا يقعد إلا في السادسة، ثم ينهض ولا يسلم فيصلي السابعة.

وروى الطحاوي من طريق أبي سلمة والأعرج عن أبي هريرة رفعه قال: "لا توتروا بثلاث، وأوتروا بخمس، أو سبع، ولا تشبهوا بصلاة المغرب".

وروي من طريق الزهري، عن عطاء، عن أبي أيوب رفعه "الوتر حق، فمن شاء فليوتر بسبع، ومن شاء بثلاث، ومن شاء بواحدة". ومن طريق يحيى بن الجزار، عن أم الدرداء قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة ركعة، فلما كبر وضعف أوتر بسبع، ومن طريق الحكم، عن مقسم، عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله [ ص: 358 ] عليه وسلم يوتر بسبع وبخمس لا يفصل بينهن بسلام ولا بكلام. ومن طريق الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: إني لأكره أن يكون بترا ثلاثا، ولكن سبعا، أو خمسا.

وأما الإيتار بتسع ففي حديث عائشة عند مسلم، وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة ، والطحاوي من طريق يحيى بن الجزار عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع، فلما أسن وثقل أوتر بسبع.

وأخرج ابن أبي شيبة من طريق سعيد بن جبير والحسن قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع ركعات، فلما أسن وبدن أوتر بسبع وركعتين وهو جالس.

وأخرج الطحاوي، عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة عن تطوع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان إذا صلى بالناس العشاء يدخل فيصلي ركعتين، قال: وكان يصلي من الليل تسع ركعات منهن الوتر، فإذا طلع الفجر صلى ركعتين في بيتي، ثم يخرج فيصلي بالناس صلاة الفجر.

وأخرج من طريق الأعمش ، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع ركعات.

وأخرج من طريق علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه قال: أمرني العباس أن أبيت بآل النبي صلى الله عليه وسلم، وتقدم إلي أن لا تنام حتى تحفظ لي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، وفيه: حتى صلى ست ركعات، وأوتر بثلاث.

التالي السابق


الخدمات العلمية