إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وأما الليالي ليلة الأحد .

روى أنس بن مالك في ليلة الأحد أنه صلى الله عليه وسلم قال : من صلى ليلة الأحد عشرين ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب ، وقل هو الله أحد خمسين مرة ، والمعوذتين مرة مرة ، واستغفر الله عز وجل مائة مرة ، واستغفر لنفسه ، ولوالديه مائة مرة ، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة ، وتبرأ من حوله وقوته ، والتجأ إلى الله ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن آدم صفوة الله وفطرته وإبراهيم ، خليل الله ، وموسى كليم الله ، وعيسى روح الله ومحمدا ، حبيب الله كان له من الثواب بعدد من دعا لله ولدا ومن لم يدع لله ولدا وبعثه الله عز وجل يوم القيامة مع الآمنين وكان حقا على الله تعالى أن يدخله الجنة مع النبيين .


( وأما الليالي) وما ورد فيها من الصلوات، وابتدأ فيها بليلة الأحد كما ابتدأ في الأيام بيوم الأحد فقال: ( ليلة الأحد؛ روى أنس بن مالك ) رضي الله عنه ( في) صلاة ( ليلة الأحد أنه صلى الله عليه وسلم قال: من صلى ليلة الأحد عشرين ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وقل هو الله أحد خمسين مرة، والمعوذتين مرة مرة، واستغفر الله) عز وجل ( مائة مرة، واستغفر لنفسه، ولوالديه مائة مرة، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة، وتبرأ من حوله وقوته، والتجأ إلى حول الله وقوته) أي: يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ( ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن آدم صفوة الله) تبارك وتعالى، ( وفطرته، و) أن ( إبراهيم خليل الله، وموسى كليم الله، وعيسى روح الله، و) أن ( محمدا) صلى الله عليه وسلم ( حبيب الله كان له من الثواب بعدد من ادعى لله) عز وجل ( ولدا ومن لم يدع لله سبحانه ولدا وبعثه الله يوم القيامة مع الآمنين وكان حقا على الله) سبحانه ( أن يدخله الجنة مع النبيين) أورده صاحب القوت هكذا، فقال: عن مختار بن فلفل، عن أنس بن مالك مرفوعا فساقه، وفيه: وصلى علي مائة مرة، وفيه بعدد من دعا بدل ادعى. وقال العراقي : رواه أبو موسى المديني بغير إسناد، وهو منكر، وروي أيضا من حديث أنس في فضل الصلاة فيها ست ركعات، وأربع ركعات، وكلاهما ضعيف جدا. اهـ .

قلت: أما أربع ركعات فأورده ابن الجوزي في الموضوعات، فقال: أخبرنا إبراهيم بن محمد، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الجوزقاني، أخبرنا أحمد بن نصر، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن حمدان، أخبرنا أحمد بن عمر، حدثنا أبو الحسن أحمد بن يونس، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن شاذويه، حدثنا محمد بن أبي علي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سلمة بن وردان، عن أنس مرفوعا: من صلى ليلة الأحد أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وقل هو الله أحد خمس عشرة مرة أعطاه الله يوم القيامة ثواب من قرأ القرآن عشر مرات، وعمل بما في القرآن، ويخرج يوم القيامة من قبره، ووجهه مثل القمر ليلة البدر، ويعطيه الله بكل ركعة ألف مدينة من لؤلؤ، في كل مدينة ألف قصر من زبرجد، في كل قصر ألف دار من الياقوت، في كل دار ألف بيت من المسك، في كل بيت ألف سرير، فوق كل سرير حوراء، بين يدي كل حوراء ألف وصيفة، وألف وصيف، ثم قال: هذا حديث مظلم، موضوع الإسناد، عامة من فيه مجهول. قال يحيى: وسلمة بن وردان ليس بشيء، وقال أحمد بن حنبل : هو منكر الحديث، وقال ابن حبان : لا يحتج به، قال أبو حاتم الرازي : وأحمد بن محمد بن عمر كان يضع الحديث كذبا. اهـ .

قلت: سلمة بن وردان من رجال الترمذي وابن ماجه [ ص: 379 ] سمع أنسا، وعنه ابن المبارك، والقعنبي، وإسماعيل بن أبي أويس، ضعفه أحمد كذا في الكاشف للذهبي، وقال في الديوان: ضعفه الدارقطني وغيره، وأما أحمد بن محمد بن عمر هو ابن يونس اليمامي، وضاع، وقال ابن صاعد كان كذابا .

صلاة أخرى لليلة الأحد أربع ركعات، فبسند ابن الجوزي المتقدم إلى أحمد بن محمد بن عمر، أخبرنا أبو العباس الفارسي، حدثنا أبو أحمد حاتم بن عبد الله بن حاتم، حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثني مالك، عن حبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد الخدري مرفوعا "من صلى ليلة الأحد أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وخمسين مرة قل هو الله أحد، حرم الله لحمه على النار، وبعثه الله تعالى يوم القيامة، وهو آمن من العذاب، ويحاسب حسابا يسيرا، ويمر على الصراط كالبرق اللامع، ثم قال: وهذا أيضا موضوع، وأكثر رواته مجهول، ولم يروه قط مالك، ولا ابن وهب، ولا الربيع، وأورده السيوطي بالسياق المتقدم، وقال أحمد: كذاب، وشيخه وشيخ شيخه مجهولان .

التالي السابق


الخدمات العلمية