ويروى في الأثر أو الخبر الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهائم الحشيش وقال nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي : كانوا يرون أن المشي في الليلة المظلمة إلى المسجد موجب : للجنة وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك : من أسرج في المسجد سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوءه .
وقال عطاء الخراساني ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض ، إلا شهدت له يوم القيامة ، وبكت عليه يوم يموت .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك : ما من بقعة يذكر الله تعالى عليها بصلاة أو ذكر ، إلا افتخرت على ما حولها من البقاع ، واستبشرت بذكر الله عز وجل إلى منتهاها من سبع أرضين ، وما من عبد يقوم يصلي إلا تزخرفت له الأرض ويقال : ما من منزل ينزل فيه قوم إلا أصبح ذلك المنزل يصلي عليهم أو يلعنهم .
(وقال صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=931995يأتي في آخر الزمان ناس من أمتي يأتون المساجد فيقعدون فيها حلقا) ، أي: متحلقين لا لقصد الذكر والعبادة لله تعالى، وإنما (ذكرهم الدنيا) ، أي: أمورها ومتعلقاتها، (وحب الدنيا) فإن من أحب شيئا فقد أكثر من ذكره، فإذا [ ص: 30 ] رأيتموهم (لا تجالسوهم، فليس لله بهم حاجة) ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، وقال: صحيح الإسناد، قاله العراقي.
(وقال صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل في بعض الكتب:) المنزلة على بعض أنبيائه عليهم السلام (إن بيوتي) ، أي: الأماكن التي أصطفيها وأختارها لتنزلات رحمتي وملائكتي (في أرضي المساجد، وإن زواري فيها) أي: في تلك البيوت (عمارها) ، جمع عامر، وهم الذين يعمرونها بالعبادة بأنواعها والبر والحسنات، nindex.php?page=hadith&LINKID=932039 (فطوبى لعبد تطهر في بيته، ثم زارني في بيتي، فحق على المزور أن يكرم زائره) ، والمراد بالزائر هنا العابد، والمزور هو الله تعالى. أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في "الحلية" من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد بإسناد ضعيف بلفظ: "يقول الله عز وجل يوم القيامة: أين جيراني؟ فتقول الملائكة: ومن ينبغي أن يكون جارك؟ فيقول: عمار مساجدي". هكذا هو نص "الحلية"، ونص العراقي منها: "من هذا الذي ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين قراء القرآن وعمار المساجد؟"، قال: وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في "الشعب" نحوه موقوفا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح، وأسند nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في "الضعفاء" آخر الحديث من حديث سليمان وضعفه قال: وللطبراني من حديث سليمان مرفوعا: nindex.php?page=hadith&LINKID=932039 "من توضأ في بيته فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد فهو زائر الله تعالى، وحق على المزور أن يكرم زائره". وإسناده ضعيف .
(وقال صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد) ، ورواية الأكثرين: المساجد، أي: الجلوس فيه للعبادة والذكر، أو المعنى: وجدتم قلبه معلقا به منذ يخرج منه إلى أن يعود إليه، أو شديد الحب له، والملازمة لجماعته، ويتعهده بالصلاة فيه كلما حضرت أو يعمره ويجدد ما وهى منه، ويسعى في مصالحه، والأوجه حمله على الكل، فمن وجدت فيه هذه الأوصاف (فاشهدوا له بالإيمان) أي: اقطعوا له بأنه مؤمن حقا، فإن الشهادة: قول صدر عن مواطأة القلب اللسان على سبيل القطع. ذكره الطيبي، قال ابن أبي جمرة : فيه دليل على أن التزكية بالقطع ممنوعة، أي: إلا بنص؛ لأنه حكم على الغيب، وهو على البشر مستحيل، قال: وهذا لا ينافيه النهي عن مدح الرجل في وجهه؛ لأن هذه شهادة وقعت على شيء وجد حسا، والفعل الحسي الذي ظهر دليل على الإيمان، وعلة النهي عن المدح في الوجه -وهي خوف الاغترار والإعجاب- في هذا معدومة؛ لأنها شهادة بالأصل، وهو الإيمان اهـ .
قال المناوي: ولا يخفى تكلفه. قال العراقي: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وحسنه، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم، وصححه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد، اهـ .
قلت: وأخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة في صحيحه، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في السنن، كلهم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد، قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : حسن غريب، وتصحيح nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم له تعقبه الذهبي بأن في سنده دراجا، وهو كثير المناكير. وقال مغلطاي في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه : حديث ضعيف، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وغيرهما بعد الحديث زيادة: "فإن الله يقول: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ، (وقال nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب :) التابعي رحمه الله تعالى (من جلس في المسجد) أي: لعبادة أو ذكر، (فإنما يجالس ربه) أي: لأنه يناجيه في صلاته وذكره (فما أحقه) ، أي: فما أجدره وأليقه (أن لا يقول) ، أي: لا يتكلم، (إلا خيرا) ، أي: فيما يعنيه من تسبيح وتهليل واستغفار، (ويروى في الأثر) عن بعض الأصحاب أو أتباعهم (أو) في (الخبر) [ ص: 31 ] مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحديث) ، أي: التكلم بكلام الدنيا، ف (أل) فيه للعهد (في المسجد يأكل الحسنات) أي: يذهبها (كما تأكل البهائم الحشيش) أي: النبات المحتش، سواء كان أخضر أو يابسا. وفي نسخة: "كما تأكل البهيمة". قال العراقي: لم أقف له على أصل اهـ .
(وقال النخعي:) هو إبراهيم بن يزيد، فقيه الكوفة أو خاله الأسود بن يزيد الزاهد الفقيه (كانوا يرون أن المشي في الليلة المظلمة) أي: إلى المساجد (موجب أي: للجنة) أي: سبب لدخولها والفوز بنعيمها (وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك :) رضي الله عنه (من أسرج في المسجد سراجا) أي: أوقده، والسراج بالكسر: المصباح، وهو أعم من أن يكون بتعليق قنديل أو وضع مسرجة أو شمعة، (لم تزل الملائكة) أي: ملائكة الرحمة (وحملة العرش) تخصيص بعد تعميم (يستغفرون له) ، ويطلبون له الرحمة. (ما دام في ذلك المسجد ضوء) أي: نور لذلك السراج، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي في تاريخه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل رفعه: "من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة، ومن علق فيه قنديلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يطفأ ذلك القنديل". (وقال nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله وجهه) ورضي عنه (إذا مات العبد) أي: المؤمن، كما في رواية أخرى: أن المؤمن إذا مات، (يبكي عليه) .
وفي رواية: بكى عليه، (مصلاه من الأرض ومصعد عمله من السماء، ثم قرأ) .
وفي رواية: "ثم تلا" ( فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ) . أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في ذكر الموت، nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك في الزهد والرقائق، nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد، كلهم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15243المسيب بن رافع عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله قال: "سأل رجل nindex.php?page=showalam&ids=8عليا : هل تبكي السماء والأرض على أحد؟ فقال: إنه ليس من عبد إلا له مصلى في الأرض ومصعد عمله في السماء، وإن آل فرعون لم يكن لهم عمل صالح في الأرض ولا مصعد في السماء". (وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ) رضي الله عنه (تبكي عليه) أي: على المؤمن (أربعين صباحا) ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ في كتاب "العظمة" عنه، وأخرج أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: "كان يقال إن الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحا".
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في "الشعب" عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: "ما من ميت يموت إلا تبكي عليه الأرض أربعين صباحا". وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم، وصححه عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: "إن الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحا ثم قرأ الآية". وفي بعض الروايات: "العالم" بدل "المؤمن". أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد بسنده إلى nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: "إن العالم إذا مات بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحا"، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في "الشعب" عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه سئل عن هذه الآية فقال: ليس أحد من الخلائق إلا له باب في السماء، منه ينزل رزقه، وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن فأغلق عليه بابه من السماء فقده، فبكى عليه، وإذا فقده مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله فيها، بكت عليه".
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد، عن nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه قال: "إن الأرض لتحزن على العبد الصالح أربعين صباحا". ويروى عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أنه قيل له: أتبكي الأرض على المؤمن؟ قال: ما تعجب؟ وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود؟ وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيره فيها دوي كدوي النحل؟ كذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ في "العظمة" .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن nindex.php?page=showalam&ids=17112معاوية بن قرة قال: إن البقعة التي يصلي عليها المؤمن تبكي عليه إذا مات، ومحذاها من السماء، ثم قرأ الآية". وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر عن عطاء قال: "بكاء السماء حمرة أطرافها". وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا عن الحسن قال: "بكاء السماء حمرتها". وأخرج عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري قال: كان يقال: هذه الحمرة التي تكون في السماء بكاء السماء على المؤمن، (وقال عطاء) ابن أبي مسلم (الخراساني) أبو أيوب، ويقال أبو عثمان، ويقال أبو محمد، ويقال أبو صالح، البلخي، نزيل الشام، مولى nindex.php?page=showalam&ids=15350المهلب بن أبي صفرة الأزدي، واسم أبيه: أبو مسلم عبد الله، ويقال ميسرة. روى عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود : روايته عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرسلة، توفي سنة خمس وثلاثين ومائة بأريحاء، فحمل إلى بيت المقدس فدفن بها، روى له الجماعة: (ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض، إلا شهدت له يوم القيامة، وبكت عليه يوم يموت) .
[ ص: 32 ] أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في الزهد nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وقد روى مثله عن مولى لهذيل، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ عن nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد، عنه قال: "ما من عبد يضع جبهته في بقعة من الأرض ساجدا لله عز وجل، إلا شهدت له بها يوم القيامة، وبكت يوم يموت". (وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك :) رضي الله عنه (ما من بقعة يذكر الله تعالى عليها بصلاة أو ذكر، إلا افتخرت على ما حولها من البقاع، واستبشرت بذكر الله عز وجل إلى منتهاها من سبع أرضين، وما من عبد يقوم يصلي إلا تزخرفت له الأرض) . هذا قد ورد مرفوعا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13260ابن شاهين في كتاب "الترغيب" عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، وفيه موسى بن عبيدة الربذي عن يزيد الرقاشي، وهما ضعيفان، ولفظه: "ما من بقعة يذكر الله تعالى فيها إلا استبشرت بذكر الله إلى منتهاها من سبع أرضين، وفخرت على ما حولها من البقاع، وما من مؤمن يقوم بفلاة من الأرض إلا تزخرفت به الأرض". وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في "الكبير" عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=956769 "ما من بقعة يذكر الله تعالى فيها إلا فخرت على ما حولها من البقاع، واستبشرت من منتهاها إلى سبع أرضين". (ويقال: ما من منزل) في الأرض (ينزله قوم) في أسفارهم (إلا أصبح ذلك المنزل) إما أن (يصلي عليهم) إن صلوا فيه وهللوا وسبحوا وكبروا، (أو يلعنهم) إن عصوا الله تعالى .