إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وفي رواية أخرى أنه يقول في أول الصلاة سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك وتقدست أسماؤك ، ولا إله غيرك ، ثم يسبح خمس عشرة تسبيحة قبل القراءة وعشرا بعد القراءة والباقي كما سبق عشرا عشرا ولا يسبح بعد السجود الأخير قاعدا وهذا هو الأحسن وهو اختيار ابن المبارك .

والمجموع من الروايتين ثلثمائة تسبيحة .


( وفي رواية أخرى أنه يقول) ، ولفظ القوت: وروينا في الخبر الآخر أنه يفتتح الصلاة، ويقول: ( سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ثم يسبح خمس عشرة مرة قبل القراءة) ثم يقرأ الحمد ( و) يسبح ( عشرا بعد القراءة) المذكورة، ( والباقي كما سبق عشرا) فيكون له في قيامه خمس وعشرون تسبيحة، ( ولا يسبح بعد السجدة الأخيرة قاعدا) أي: لا يسبح في الجلسة الأولى بين الركعتين، ولا في جلسة التشهد شيئا كما في القوت، قال: وكذلك روينا في حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه صلاة التسبيح فذكره [ ص: 475 ] وقال بعد تكبيرة الافتتاح يقول ذلك خمس عشرة يعني الكلمات المذكورة، ولم يذكر هذه السجدة الثانية عند القيام أن يقولها، ( وهذا هو الأحسن) ، ولفظ القوت: وهذه الرواية أحب الوجهين إلي ( وهو اختيار) عبد الله ( بن المبارك) رحمه الله تعالى، وقال البيهقي بعد تخريج حديث ابن عباس : كان ابن المبارك يصليها، وتداولها الصالحون بعضهم عن بعض، وفي ذلك تقوية للحديث المرفوع، ( والمجموع في الروايتين ثلاثمائة تسبيحة) ، وإن اختلفت كيفيتهما، وقد جاء التصريح بهذا اللفظ عن ابن المبارك، رواه ابن أبي زرعة عنه، كما في القوت .

التالي السابق


الخدمات العلمية