إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الثالث التمتع وهو أن يجاوز الميقات محرما بعمرة ويتحلل بمكة ويتمتع بالمحظورات إلى وقت الحج ثم يحرم بالحج
(الثالث التمتع ) يقال : تمتع بالشيء إذا انتفع به ، ومتعه بكذا وأمتعه ، والاسم المتعة بالضم والكسر (وهو أن يجاوز الميقات) أي : ميقات بلده (بعمرة محرما ويتحلل بمكة ويتمتع بالمحظورات إلى وقت الحج ثم يحرم بالحج) أي : ينشئ بالحج من مكة ، سمي متمتعا لاستمتاعه بمحظورات الإحرام بينهما ، أو تمكنه من الاستمتاع بحصول التحلل ، وعند أبي حنيفة إن كان قد ساق الهدي لم يتحلل بفراغه من العمرة ، بل يحرم بالحج ، فإذا فرغ منه حل منهما جميعا ، وإن لم يسق الهدي تحلل عند فراغه من العمرة ، وقول المصنف : ثم يحرم بالحج ، فيه إشارة إلى أن أفعالها لا تتداخل ، بل يأتي بهما على الكمال ، بخلاف ما في القران . وقول المصنف في الوجيز : ولكن يتحد الميقات إذ يحرم بالحج من جوف مكة . معناه أنه بالتمتع من العمرة إلى الحج يربح ميقاتا ؛ لأنه لو أحرم بالحج من ميقات بلده فكان يحتاج بعد فراغه من الحج إلى أن يخرج إلى أدنى الحل فيحرم بالعمرة منه ، وإذا تمتع استغنى عن الخروج ؛ لأنه يحرم بالحج من جوف مكة ، فكان رابحا أحد الميقاتين .

التالي السابق


الخدمات العلمية