إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الجملة الثالثة في آداب دخول مكة إلى الطواف وهي ستة :

الأول أن يغتسل بذي طوى لدخول مكة .


(الجملة الثالثة في آداب دخول مكة إلى الطواف وهي ستة : الأول أن يغتسل بذي طوى لدخول مكة ) وهو بضم الطاء المهملة والقصر ، موضع عند باب مكة سمي بذلك ببئر مطوية فيه ، هكذا ضبطه بعضهم ، وضبطه الأصيلي بكسر الطاء ، وقال الأصمعي : هي بفتح الطاء .

قال المنذري وهو الصواب : فأما الموضع الذي بالشام فبالكسر والضم ويصرف ولا يصرف . وقد قرئ بهما ، وأما التي بطريق الطائف فممدود ، وقد روي في الصحيحين عن ابن عمر أنه كان لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى حتى يصبح ويغتسل ، ثم يدخل مكة نهارا ، ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله .

وروى مالك عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بات بذي طوى حتى صلى الصبح ثم اغتسل ثم دخل مكة .

وأخرج الشافعي في المسند عن عائشة أنها كانت تغتسل بذي طوى حين تقدم مكة .

وروى مالك عن ابن عمر أنه كان إذا خرج حاجا أو معتمرا لم يدخل مكة حتى يغتسل ويأمر من معه فيغتسلوا .

وروى أيضا عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اغتسل بفخ قبل دخول مكة ، وفخ موضع قريب من مكة ، ويكون هذا الغسل في غير حجة الوداع ؛ لأن غسله في حجة الوداع كان بذي طوى .

التالي السابق


الخدمات العلمية