إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الرابع التدبر وهو وراء حضور القلب فإنه قد لا يتفكر في غير القرآن ، ولكنه يقتصر على سماع القرآن من نفسه وهو لا يتدبره .

والمقصود من القراءة التدبر ولذلك سن فيه الترتيل لأن الترتيل في الظاهر ليتمكن من التدبر بالباطن .

، قال علي رضي الله عنه : لا خير في عبادة لا فقه فيها ، ولا في قراءة لا تدبر فيها .

وإذا لم يتمكن من التدبر إلا بترديد فليردد إلا أن يكون خلف إمام فإنه لو بقي في تدبر آية وقد اشتغل الإمام بآية أخرى كان مسيئا مثل من يشتغل بالتعجب من كلمة واحدة ممن يناجيه عن فهم بقية كلامه وكذلك إن كان في تسبيح الركوع ، وهو متفكر في آية قرأها إمامه فهذا وسواس فقد روي عن عامر بن عبد قيس أنه قال الوسواس يعتريني في الصلاة فقيل في أمر الدنيا ، فقال : لأن تختلف في الأسنة أحب إلي من ذلك ، ولكن يشتغل قلبي بموقفي بين يدي ربي عز وجل ، وأني كيف أنصرف فعد ذلك وسواسا وهو كذلك فإنه يشغله عن فهم ما هو فيه والشيطان لا يقدر على مثله إلا بأن يشغله بمهم ديني ولكن يمنعه به عن الأفضل ولما ذكر ذلك للحسن قال : إن كنتم صادقين عنه فما اصطنع الله ذلك عندنا ويروى أنه صلى الله عليه وسلم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم فرددها عشرين مرة وإنما رددها صلى الله عليه وسلم لتدبره في معانيها .

وعن أبي ذر قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا ليلة فقام بآية يرددها ، وهي إن تعذبهم فإنهم عبادك ، وإن تغفر لهم الآية وقام تميم الداري ليلة بهذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات الآية .

وقام سعيد بن جبير ليلة يردد هذه الآية ، وامتازوا اليوم أيها المجرمون وقال بعضهم : إني لأفتتح السورة فيوقفني بعض ما أشهد فيها عن الفراغ منها حتى يطلع الفجر وكان بعضهم يقول : آية لا أتفهمها ، ولا يكون قلبي فيها لا أعد لها ثوابا وحكي عن أبي سليمان الداراني أنه قال : إني لأتلو الآية فأقيم فيها أربع ليال أو خمس ليال ، ولولا أني أقطع الفكر فيها ما جاوزتها إلى غيرها .

وعن بعض السلف أنه بقي في سورة هود ستة أشهر يكررها ، ولا يفرغ من التدبر فيها .

وقال بعض العارفين : لي في كل جمعة ختمة ، وفي كل شهر ختمة ، وفي كل سنة ختمة ، ولي ختمة منذ ثلاثين سنة ما فرغت منها بعد وذلك بحسب درجات تدبره وتفتيشه وكان هذا أيضا يقول أقمت نفسي مقام الأجراء فأنا أعمل مياومة ومجامعة ومشاهرة ومسانهة .


(الرابع التدبر) معناه النظر في دبر الأمور أي عواقبها وهو قريب من التفكر إلا أن التفكر تصرف القلب بالنظر في الدليل والتدبر تصرفه [ ص: 505 ] بالنظر في العواقب (وهو وراء حضور القلب فإنه قد) يتفق أنه (لا يتفكر في غير القرآن، ولكنه يقتصر على سماع من نفسه) ، حال تلاوته، (وهو لا يتدبره، والمقصود من القرآن التدبر) في معانيه .

(ولذلك سن فيه الترتيل) ، وهو رعاية مخارج الحروف، وحفظ الوقوف أو هو حفظ الصوت والتحزن بالقراءة على ما سبق بيانه; (لأن الترتيل في الظاهر) إنما سن (ليتمكن من التدبر في الباطن، قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: لا خير في عبادة لا فقه فيها ، ولا في قراءة لا تدبر فيها ) ، كذا أورده صاحب القوت .

وقال أبو نعيم في الحلية: حدثنا أبي، حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن الحكم، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا شجاع بن الوليد، عن زياد بن خشبة، عن إسحاق، عن عاصم بن حمزة، عن علي قال: لا خير في قراءة لا علم فيها، ولا خير في علم لا فهم فيه، ولا خير في عبادة لا تدبر فيها، وقال ابن عبد البر في جامع العلم: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا محمد بن زبان، حدثنا الحرث بن مسكين، حدثنا ابن وهب، أخبرني عقبة بن نافع، عن إسحاق بن أسد، عن أبي مالك وأبي إسحاق، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بالفتية كل الفتية؟ قالوا: بلى، الحديث، وفيه ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه، ولا علم ليس فيه تفهم، ولا قراءة ليس فيها تدبر، وقال ابن عبد البر: لا يأتي هذا الحديث مرفوعا إلا من هذا الوجه، وأكثرهم يوقفونه على علي - رضي الله عنه - (وإذا لم يتمكن من التدبر) في الآية (إلا بترديد فليردد) فإنه مطلوب، (إلا أن يكون خلف إمام فإنه) يمنع من ذلك حينئذ إذ (لو بقي) المأموم (في تدبر آية) تلاها الإمام (وقد اشتغل الإمام بآية أخرى) انتقل إليها (كان مسيئا) في تردده فيها، ومثله (مثل من يشتغل بالتعجب من كلمة واحدة ممن يناجيه عن فهم بقية كلامه) ، وهذا يدل على قصوره في عمله، (وكذلك إذا كان في تسبيح الركوع، وهو متفكر في آية قرأها) إمامه، أو هو بنفسه (فهو وسواس) يحترز منه; لأنه مأمور إذ ذلك بإتيان ما يناسب فيه من الأذكار والتسبيح .

(فقد روي عن عامر بن عبد قيس) الزاهد، روى عنه أبو مجلز أخرج له النسائي (أنه قال) يوما لأصحابه: (الوسواس يعتريني في الصلاة فقيل في أمر الدنيا، فقال: لأن تختلف في الأسنة) جمع سنان، وهو من الرمح معروف، (أحب إلي من ذلك، ولكن يشتغل قلبي بموقفي بين يدي ربي عز وجل، وأني كيف أنصرف) ، أي من المقبولين من أهل اليمين، أو خلاف ذلك، (فعد ذلك وسواسا) مع أنه تفكر في أمر ديني، (وهو كذلك) أي كما قاله (فإنه يشغله عن فهم ما هو فيه) من أمر الصلاة، (والشيطان لا يقدر على مثله إلا بأن يشغله بمهم ديني لكن يمنعه بذلك من الأفضل) ، وهي دسيسة خفية من الشيطان يدس بها على أكثر السالكين، (ولما ذكر ذلك) ، أي قول عامر بن عبد قيس (للحسن) البصري رحمه الله (قال: إن كنتم صادقين عنه) في نقله، (فما اصطنع الله ذلك عندنا .

وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم فرددها عشرين مرة ) ، كذا في القوت، قال العراقي: رواه أبو ذر الهروي في معجمه من حديث أبي هريرة بسند ضعيف انتهى، قلت: كأنه يشير إلى أنه أخرجه من طريق أبي الشيخ الأصبهاني في كتابه أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم من طريق روح بن مسافر، عن محمد بن الملائي، عن أبيه، عن أبي هريرة، أو عن محمد، عن أبي هريرة، قال: صحبت النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فبكى حتى سقط فقرأها عشرين مرة كل ذلك يبكي حتى يسقط، ثم قال في آخر ذلك: لقد خاب من لم يرحمه الرحمن الرحيم، روح أبو بشر كناه البخاري وغيره، وكناه لوين أبا المعطل، وهو أحد المتروكين تركه ابن المبارك، وأحمد وابن معين قال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه، (وإنما رددها لتدبره صلى الله عليه وسلم في معانيها) ، فإنها تتضمن جميع أسرار القرآن .

وفي القوت فكان له في كل ذلك فهم، ومن كل كلمة علم، (وعن أبي ذر) الغفاري (رضي الله عنه قال: قام [ ص: 506 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا ليلة فقام بآية يرددها، وهي إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) قال العراقي: رواه النسائي وابن ماجه بسند صحيح اهـ .

قلت: قال الضياء المقدسي صاحب المختارة: أخبرنا أبو زرعة اللفتواني، أخبرنا الحسين بن عبد الملك، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن، أخبرنا جعفر بن عبد الله، حدثنا محمد بن هارون، حدثنا محمد بن بشار وعمرو بن علي، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي حدثنا مروان بن معاوية ويحيى بن سعيد، قالا: حدثنا قدامة بن عبد الله، وقال أبو عبيد في فضائل القرآن: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن قدامة العامري عن حسبرة بنت دجاجة العامرية، قالت: حدثنا أبو ذر - رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله حتى أصبح يقوم بها، ثم يركع ويسجد .

فقال القوم لأبي ذر : أية آية؟ فقال:
إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
هذا لفظ أبي عبيد وساقه الإمام أحمد مختصرا، وأعاده مطولا جدا، وأخرجه أيضا عن واسع، عن قدامة نحو رواية أبي عبيد، وأخرجه ابن خزيمة وابن ماجه جميعا، عن يحيى بن حكيم، عن يحيى بن سعيد نحو رواية أبي عبيد، وله شاهد أخرجه أحمد أيضا من حديث أبي سعيد مختصرا، وأخرجه سعيد بن منصور من مرسل أبي المتوكل الناجي ورواته ثقات، (وقام تميم) بن أوس (الداري) - رضي الله عنه - (ليلة بهذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية) ، رواه أبو عبيد في الفضائل وابن أبي داود في الشريعة، ومحمد بن نصر في قيام الليل، والطبراني في الدعاء، أما أبو عبيد، فقال: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شعبة، عن عمر بن مرة، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري لقد رأيته بات ليلة حتى أصبح، أو قرب أن يصبح يتلو آية، ويركع، ويسجد، ويبكي أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى قوله وهم لا يظلمون .

ورواه أيضا عن هشام، عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي الضحى فذكر نحوه، وأما ابن أبي داود، فرواه عن سهل بن صالح، عن يزيد بن هارون نحوه ورواه أيضا عن إسحاق بن شاهين، عن هشام، وأما محمد بن نصر، فرواه عن بندار، عن غندر حدثنا شعبة، وأما الطبراني، فقال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر، فساقه وهو أثر صحيح لولا الرجل المكي الذي لم يسم لكان على شرط الصحيح، (وقام سعيد بن جبير ليلة بهذه الآية يرددها، وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) كذا في القوت .

والذي في كتاب الفضائل لأبي عبيد، حدثنا أبو الأسود هو النضر بن عبد الجبار، عن ضمام بن إسماعيل، عن المعلى، عن رجل، قال: كنت بمكة فلما صليت العشاء فإذا رجل أمامي أحرم بنافلة فاستفتح إذا السماء انفطرت فلم يزل فيها حتى نادى منادي السحر فسألت عنه فإذا هو سعيد بن جبير، قلت: وقد جاء نحو ذلك من ترديد الآيات في الصلاة، عن عبد الله بن مسعود، وعن عائشة وأسماء ابنتي أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، أما ابن مسعود فأخرج أبو عبيد عن معاذ بن معاذ العنبري، عن عبد الله بن عون، حدثني رجل من أهل الكوفة، قال: صلى عبد الله بن مسعود ليلة فذكروا ذلك .

فقال بعضهم: هذا مقام صاحبكم بات هذه الليلة يردد [هذه] الآية حتى أصبح، قال ابن عون: بلغني أنها رب زدني علما ، وأخرجه ابن أبي داود بسند صحيح، عن إبراهيم، عن علقمة قال: صليت إلى جنب عبد الله فافتتح سورة طه فلما بلغ رب زدني علما قال: رب زدني علما رب زدني علما ، وأما أثر أسماء، فقال الإمام أحمد: حدثنا ابن نمير، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه قال: دخلت على أسماء بنت أبي بكر وهي تصلي تقرأ هذه الآية فمن الله علينا، ووقانا عذاب السموم فقمت فلما طال علي ذهبت إلى السوق، ثم رجعت وهي مكانها، وهي تكرر الصلاة وهو موقوف رجاله ثقات من رواية الصحيحين، لكن اختلف فيه على هشام، فأخرجه أبو عبيد ومحمد بن أبي عمر العوفي، وأبو داود جميعا من طريق أبي معاوية، عن هشام، فقال عن [ ص: 507 ] عبد الوهاب بن يحيى بن حمزة، عن أبيه، عن جدته أسماء فذكر نحوه، ويحتمل أن يكون لهشام فيه طريقان .

وأما أثر عائشة فأخرجه ابن أبي داود من طريق شيبة بن نصاح، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، قال: غدوت يوما على عائشة، وهي تصلي الضحى فإذا هي تقرأ هذه الآية فمن الله علينا، ووقانا عذاب السموم ، وهي تبكي وترددها، فقمت حتى مللت فذهبت إلى السوق، ثم رجعت فإذا هي ترددها وتبكي، ومما جاء في ذلك، عن التابعين قال عبد الله بن أحمد في زيادات المسند: حدثنا زياد بن أيوب، عن علي بن يزيد الصدائي، حدثنا عبد الرحمن بن عجلان، حدثنا نسير بن [ذعلوق]، وقال: بات الربيع بن خيثم ذات ليلة، وقام يصلي فمر بهذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات إلى قوله ساء ما يحكمون فجعل يرددها حتى أصبح، وقال أبو عبيد: حدثنا قدامة أبو محمد، عن امرأة من آل عامر بن عبد قيس أن عامر بن عبد قيس قرأ ليلة سورة المؤمن، فلما انتهى إلى هذه الآية، وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين فلكم، فلم يزل يرددها حتى أصبح، وأخرج محمد بن نصر في قيام الليل من طريق هارون بن رياب أنه قرأ هذه الآية، فقالوا: يا ليتنا نرد، ولا نكذب بآيات ربنا فجعل يبكي ويرددها حتى أسحر .

وأخرج ابن أبي داود، عن جماعة من التابعين أشياء نحو ذلك، (وقال بعضهم: إني لأفتتح السورة فيوقفني بعض ما أشهد فيها عن الفراغ منها حتى يطلع الصبح) ، وما قضيت منها، وهي كذا في القوت، (وكان بعضهم يقول: كل آية لا أفهمها، ولا يكون قلبي فيها لا أعد لها ثوابا) ، كذا في القوت .

وكان بعضهم إذا قرأ سورة لم يكن قلبه فيها أعادها ثانية، وقد ذكره المصنف قريبا، (وحكي عن أبي سليمان الداراني ) رحمه الله (أنه قال: إني لأتلو الآية فأقيم فيها أربع ليال وخمس ليال، ولولا أني أقطع الفكر فيها ما جاوزتها إلى غيرها) ، نقله صاحب القوت، (و) روينا (عن بعض السلف أنه بقي في سورة هود يكررها، ولا يفرغ من التدبر فيها) ، كذا في القوت .

(وقال بعض العارفين: لي في كل جمعة ختمة، وفي كل شهر ختمة، وفي كل سنة ختمة، ولي ختمة منذ ثلاثين سنة ما فرغت منها بعد) ، يعني ختمة التفهم، والمشاهدة نقله صاحب القوت، (وذلك بحسب درجات تدبره وتفتيشه) ، أي بحثه واستنباطه للمعاني، (وكان هذا) أي قائل القول الذي سبق، (يقول) أيضا: (أقمت نفسي) في العبودية (مقام الأجراء) جمع أجير، وهو من يستعمل نفسه بالأجرة (فأنا أعمل مياومة) ، وهي معاملة يوم بيوم، وفي بعض النسخ موايمة، وهي لغة العامة (ومشاهرة) ، وهي معاملة الشهر إلى الشهر، (ومجامعة) ، وهي معاملة الجمعة إلى الجمعة، ولم يسمع استعماله عن العرب، (ومسانهة) ، وهي معاملة السنة إلى السنة، ويقال فيها أيضا المسانهة والمعاومة، ولم يسمع المحاولة، والسنة محذوفة اللام، وفيها لغات إحداها جعل اللام هاء، وتبنى عليها تصاريف الكلمة، والأصل سنهة كسجدة، وعامله مسانهة من ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية