إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
فضيلة التسبيح والتحميد وبقية الأذكار .

قال صلى الله عليه وسلم : " من سبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد ثلاثا وثلاثين وكبر ثلاثا وثلاثين وختم المائة بلا إله إلا الله ، لا شريك له له ، الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر " وقال صلى الله عليه وسلم : " من قال : سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " وروي أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : تولت عني الدنيا ، وقلت ذات يدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأين أنت من صلاة الملائكة وتسبيح الخلائق وبها يرزقون قال فقلت: وماذا يا رسول الله قال ؟ قل : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم استغفر ، الله ، مائة مرة ، ما بين طلوع الفجر إلى أن تصلي الصبح تأتيك الدنيا راغمة صاغرة ويخلق الله عز وجل من كل كلمة ملكا يسبح الله تعالى إلى يوم القيامة ، لك ثوابه .

" وقال صلى الله عليه وسلم : " إذا قال العبد : الحمد لله ملأت ما بين السماء والأرض فإذا ، قال : الحمد لله الثانية ملأت ما بين السماء السابعة إلى الأرض السفلى فإذا ، قال : الحمد لله الثالثة ، قال الله عز وجل : سل تعط وقال رفاعة الزرقي " كنا يوما نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركوع ، وقال : سمع الله لمن حمده ، قال رجل وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم : ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاته قال : من المتكلم آنفا ؟ قال أنا يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم ، لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الباقيات الصالحات هن : لا إله إلا الله ، وسبحان الله ، والحمد لله والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله " وقال صلى الله عليه وسلم : ما على الأرض رجل يقول : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ولا حول ، ولا قوة إلا بالله ، إلا غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر " رواه ابن عمر .

وروى النعمان بن بشير عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الذين يذكرون من جلال الله وتسبيحه وتكبيره وتحميده ينعطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل يذكرون بصاحبهن أولا ، يحب أحدكم أن لا يزال عند الله ما يذكر به ؟!" وروى أبو هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال : لأن أقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس " وفي رواية أخرى زاد : " لا حول ولا قوة إلا بالله ، وقال هي : خير من الدنيا وما فيها " وقال صلى الله عليه وسلم : أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا يضرك بأيهن بدأت " رواه سمرة بن جندب .

وروى أبو مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والله أكبر يملآن ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فموبقها أو مشتر نفسه فمعتقها وقال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن ، سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " وقال أبو ذر رضي الله عنه : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " أي الكلام أحب إلى الله عز وجل ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ما اصطفى الله سبحانه لملائكته : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " وقال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى اصطفى من الكلام سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر " فإذا قال العبد سبحان الله كتبت له عشرون حسنة وتحط ، عنه عشرون سيئة وإذا قال الله أكبر فمثل ذلك، وذكر إلى آخر الكلمات .


( فضيلة التحميد والتسبيح وبقية الأذكار)

(قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من سبح دبر كل صلاة) أي: عقب الفراغ منها ( ثلاثا وثلاثين) مرة ( وحمد) الله ( ثلاثا وثلاثين) مرة ( وكبر) الله ( ثلاثا وثلاثين) مرة، فتلك تسع وتسعون ( وختم المائة بلا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير - غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر") رواه أحمد ومسلم وابن حبان من حديث أبي هريرة بلفظ: "خطاياه" بدل "ذنوبه" .

وعند النسائي من حديثه: "من سبح في دبر صلاة الغداه مائة تسبيحة، وهلل مائة تهليلة، غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر".

( وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من قال: سبحان الله في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر") رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف، وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

( وروي أن رجلا جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: تولت عني الدنيا، وقلت ذات يدي) يعني بذلك أنه افتقر، وقل ما بيده من المال ( فقال -صلى الله عليه وسلم-: فأين أنت من صلاة الملائكة) أي: دعائهم ( وتسبيح الخلائق وبها يرزقون، قال: قلت: وما هي يا رسول الله؟ فقال: قل: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم وبحمده، أستغفر الله، مائة مرة، ما بين طلوع الفجر إلى أن تصلي الصبح تأتيك الدنيا راكعة صاغرة) أي: مقادة ذليلة ( ويخلق الله -عز وجل- من كل كلمة ملكا يسبح الله تعالى إلى يوم القيامة، لك ثوابه") قال العراقي: رواه المستغفري في الدعوات من حديث ابن عمر، وقال: غريب من حديث مالك، ولا أعرف له أصلا في حديث مالك، ولأحمد من حديث عبد الله بن عمر "أن نوحا قال لابنه: آمرك بلا إله إلا الله" الحديث، ثم قال: "سبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق الخلق" وإسناده صحيح اهـ .

قلت: وروى ابن السني والديلمي من حديث ابن عباس: "من قال بعد صلاة الجمعة قبل أن يقوم من مجلسه: "سبحان [ ص: 14 ] الله وبحمده، سبحان الله العظيم وبحمده، أستغفر الله، مائة مرة، غفر الله له مائة ألف ذنب، ولوالديه أربعة وعشرين ألف ذنب" وقد تقدم ذلك في كتاب الجمعة .

( وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا قال العبد: الحمد لله ملأت ما بين السماء والأرض، وإذا قال: الحمد لله) المرة ( الثانية ملأت ما بين السماء السابعة إلى الأرض، وإذا قال: الحمد لله) المرة ( الثالثة، قال الله عز وجل: سل تعطه) قال العراقي: غريب بهذا اللفظ لم أجده .

( وقال رفاعة) بن رافع بن مالك ( الزرقي) بدري وأبوه نقيب، روى له البخاري والأربعة، بقي إلى إمرة معاوية ( "كنا يوما نصلي وراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما رفع رأسه من الركوع، وقال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صلاته قال: من المتكلم آنفا؟ قال له) رجل: ( أنا يا رسول الله، قال: لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول") هذا حديث صحيح، رواه مالك في الموطأ، عن نعيم المجمر، عن علي بن يحيى، عن أبيه، هو ابن خلاد بن رافع، عن رفاعة بن رافع الزرقي -رضي الله عنهما- قال: "جاء يوما فصلى وراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما رفع رأسه من الركعة، وقال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد" فساق الحديث كما هو عند المصنف .

وقد أخرجه البخاري، وأبو داود، عن القعنبي، وأخرجه أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي من رواية عبد الله بن القاسم، وابن خزيمة من رواية ابن وهب، أربعتهم عن مالك. وأخرجه ابن حبان، عن عمر بن سعيد بن سنان، عن أبي مصعب، عن مالك. والسر في هذا العدد بالخصوص أن الكلمات التي نطق بها بضعة وثلاثون حرفا، وعند ابن ماجه والطبراني عن وائل بن حجر: "لقد فتحت لها أبواب السماء فما نهنهها شيء دون العرش" يعني قوله: "الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فقال: لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا فما نهنهها شيء دون العرش".

( وقال -صلى الله عليه وسلم-: "الباقيات الصالحات هن: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والله أكبر، والحمد لله، ولاحول ولا قوة إلا بالله") قال العراقي: رواه النسائي في اليوم والليلة، وابن حبان، والحاكم وصححه، من حديث أبي سعيد، والنسائي والحاكم من حديث أبي هريرة، دون قوله: "لا حول ولا قوة إلا بالله" اهـ .

( وقال -صلى الله عليه وسلم-: ما على الأرض رجل يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولاحول ولا قوة إلا بالله، إلا غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر" رواه ابن عمر) هكذا في سائر النسخ، والصواب: ابن عمرو، قال العراقي: رواه الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو، وقال: صحيح على شرط مسلم. وهو عند الترمذي وحسنه، والنسائي في اليوم والليلة مختصرا، دون قول: "سبحان الله والحمد لله" اهـ .

قلت: وكذلك رواه أحمد والطبراني في الكبير، وابن شاهين في الترغيب في الذكر مثل سياق المصنف، وكلهم رووه عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وروى ابن السني وأبو نعيم وابن حبان وابن جرير وابن عساكر عن أبي هريرة، رفعه: "من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر".

( وروى النعمان بن بشير) بن سعد الخزرجي أبو عبد الله الأمير، ولي حمص ليزيد، وقتل في أواخر سنة 74 -رضي الله عنه- ( عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الذين يذكرون من جلال الله وتسبيحه وتهليله وتحميده ينعطف حول العرش له دوي كدوي النحل، يذكر بصاحبه، أولا يحب أحدكم أن لا يزال عند الله -عز وجل- ما يذكر به؟!" ) قال العراقي: رواه ابن ماجه، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.

( وروى أبو هريرة) رضي الله عنه ( أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس" وفي رواية: وزاد "ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقال: خير من الدنيا وما فيها" ) قال العراقي: رواه مسلم باللفظ الأول، والمستغفري في الدعوات من رواية مالك [ ص: 15 ] ابن دينار أن أبا أمامة قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- قلت: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خير من الدنيا وما فيها، قال: أنت أغنم القوم" وهو مرسل، جيد الإسناد اهـ .

قلت: وباللفظ الأول أيضا رواه أبو بكر بن أبي شيبة، والترمذي، وابن حبان، ومسلم رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة. ورواه النسائي في الكبرى، عن أحمد بن حرب، عن أبي معاوية. ( وقال -صلى الله عليه وسلم-: أحب الكلام إلى الله -عز وجل- أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت" رواه سمرة بن جندب الفزاري) نزيل البصرة، وليها، توفي سنة 51 .

وهذه الرواية أخرجها ابن حبان عن مكحول، عن أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، عن الربيع ابن عميلة، عن سمرة بن جندب. ورواه أحمد، عن حسن بن موسى ويحيى بن آدم، ومسلم عن أحمد بن عبد الله بن يونس، وأبو داود عن النفيلي، أربعتهم عن زهير بن معاوية، عن منصور، عن هلال بن يسار، عن الربيع بن عميلة عن سمرة، بلفظ: "لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، لا يضرك بأيهن بدأت" وأخرجه مسلم أيضا من رواية روح بن القاسم وجرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور بن المعتمر، وقد صحح ابن حبان الروايتين .

( وروى أبو مالك الأشعري) رضي الله عنه، صحابي اختلف في اسمه على أقوال، روى عنه عبد الرحمن بن غنم وأبو سلام الأسود ( أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" هذا حديث صحيح، أخرجه أحمد، عن يحيى بن إسحاق وعفان، كلاهما عن أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن أبي مالك.

وأخرجه مسلم والترمذي جميعا عن إسحاق بن منصور، عن حبان بن هلال. وأخرجه النسائي عن عمرو بن علي، عن عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن أبان بن يزيد، وقد تقدم ذلك الحديث في كتاب الطهارة .

وقال أبو هريرة -رضي الله عنه- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم") هذا حديث صحيح ختم به البخاري الصحيح، وذكره أيضا في الدعوات، وفي الأيمان والنذور، أخرجه هو ومسلم جميعا عن أبي خيثمة زهير بن حرب.

وأخرجه البخاري أيضا عن قتيبة، وأحمد بن إشكاب، ومسلم أيضا عن محمد بن عبد الله بن نمير، وأبي كريب، ومحمد بن طريف.

والترمذي عن يوسف بن عيسى، والنسائي عن محمد ابن آدم ومحمد بن حرب، وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، عشرتهم عن محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة. ورواه أحمد بن محمد بن فضيل بسنده .

( وقال أبو ذر) جندب بن جنادة الغفاري ( رضي الله عنه: قلت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أي الكلام أحب إلى الله عز وجل؟ قال: ما اصطفى الله -عز وجل- لملائكته: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم") هذا حديث صحيح، رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا شعبة، عن الجريري، عن أبي عبد الله الجسري، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قلت: "يا رسول الله أخبرني أي الكلام أحب إلى الله بأبي أنت وأمي؟ وقال: ما اصطفى الله لملائكته: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".

ورواه أبو نعيم في المستخرج، عن أبي بكر الطلحي، عن عبيد بن غنام، عن أبي بكر بن أبي شيبة بسنده نحوه، ولفظه: "ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله تعالى؟ قلت: بلى، قال: إن أحب الكلام إلى الله تعالى: سبحان الله وبحمده".

وأخرجه الترمذي، عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن الجريري. وأخرجه الحاكم من رواية يحيى بن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، عن إسماعيل بن إبراهيم، ووهم في استدراكه؛ فإن مسلما أخرجه، ولعله قصد الزيادة التي فيه .

وأخرجه النسائي من طرق في اليوم والليلة، فيه اختلاف على الجريري وغيره. وأخرجه الطبراني في الدعاء، عن أبي مسلم الكشي، عن الحجبي. وأخرجه أبو نعيم في المستخرج، عن فاروق الخطابي، عن أبي مسلم الكشي.

[ ص: 16 ] ( وقال أبو هريرة) رضي الله عنه: ( قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله -عز وجل- اصطفى من الكلام) أربعا، وهي قول: ( سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر") فهي مختار الله من جميع كلام الآدميين. وفي رواية: "إن الله اصطفى لملائكته من الكلام أربعا" إلخ. ( فإذا قال العبد) وفي رواية: فمن قال: ( سبحان الله كتبت له عشرون حسنة، وحطت عنه عشرون سيئة) وفي رواية: خطيئة ( وإذا قال) وفي رواية: ومن قال: ( الله أكبر فمثل ذلك، وذكر إلى آخر الكلمات) أي: "إذا قال: لا إله إلا الله مثل ذلك، وإذا قال: الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة، وحطت عنه ثلاثون سيئة". قال العراقي: رواه النسائي في اليوم والليلة، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم من حديث أبي هريرة وأبي سعيد، إلا أنهما قالا في ثواب الحمد لله: "كتبت له ثلاثون حسنة، وحطت عنه ثلاثون سيئة" اهـ .

قلت: وكذا رواه أحمد والضياء في المختارة، قال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح، وأقر الذهبي في التخليص قول الحاكم: إنه على شرط مسلم.

* ( تنبيه) *: قال بعضهم: إن الحمد أفضل من التسبيح؛ لأن في التحميد إثبات سائر صفات الكمال، والتسبيح تنزيه عن سمات النقص، والإثبات أكمل من السلب، وادعى بعضهم أن الحمد أكثر ثوابا من التهليل، ورد بأن في خبر البطاقة المشهور ما يفيد أن لا إله إلا الله لا يعدلها شيء .

التالي السابق


الخدمات العلمية