إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
فإن قلت : فما بال ذكر الله سبحانه مع خفته على اللسان ، وقلة التعب فيه ، صار أفضل وأنفع من جملة العبادات مع كثرة المشقات فيها فاعلم أن تحقيق هذا لا يليق إلا بعلم المكاشفة .

والقدر الذي يسمح بذكره في علم المعاملة أن المؤثر النافع هو الذكر على الدوام مع حضور القلب فأما الذكر باللسان والقلب لاه فهو قليل الجدوى .

وفي الأخبار ما يدل عليه أيضا
( فإن قلت: فما بال ذكر الله سبحانه مع خفته على اللسان، وقلة التعب فيه، صار أفضل وأنفع من جملة العبادات) البدنية والمالية ( مع كثرة المشقات فيها) كما هو ظاهر ( فاعلم أن تحقيق هذا) البحث ( لا يليق إلا بعلم المكاشفة) لخفاء أمره على عقول أهل المعاملة ( والقدر الذي) يليق و ( يسمح بذكره منه في علم المعاملة) هو أن تعلم ( أن المؤثر النافع) للذاكر ( هو الذكر على الدوام) بحفظ ما يقتنيه من المعرفة استحضارا وإحرازا ( مع حضور القلب) الصنوبري ( فأما الذكر باللسان فقط والقلب لاه) غير حاضر ( فهو قليل الجدوى) غير مؤثر في الذاكر ( وفي الأخبار) المروية ( ما يدل على ذلك أيضا) .

فمن ذلك في حديث أبي هريرة: "واعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاه" رواه الترمذي، وقال: حسن، والحاكم، وقال: حديث مستقيم الإسناد، والمراد بالدعاء هنا الذكر .

التالي السابق


الخدمات العلمية