إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
دعاء قبيصة بن المخارق .

إذ قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : علمني كلمات ينفعني الله عز وجل بها فقد كبر سني ، وعجزت عن أشياء كثيرة كنت أعملها
، فقال صلى الله عليه وسلم : أما لدنياك فإذا صليت الغداة فقل ثلاث مرات : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم لا ، حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فإنك إذا قلتهن أمنت من الغم والجذام والبرص والفالج . وأما لآخرتك فقل : اللهم اهدني من عندك وأفض ، علي من فضلك ، وانشر علي من رحمتك ، وأنزل علي من بركاتك ثم قال صلى الله عليه وسلم : أما إنه إذا وافى بهن عبد يوم القيامة لم يدعهن فتح له أربعة أبواب من الجنة يدخل من أيها شاء .


* ( دعاء قبيصة بن المخارق) الهلالي -رضي الله عنه- له صحبة، روى عنه أبو قلابة وأبو عثمان النهدي وعدة ( إذ قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: علمني كلمات ينفعني الله -عز وجل- بها) وأوجر ( فقد كبرت سني، وعجزت [ ص: 68 ] عن أشياء) كثيرة ( كنت أعملها، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أما لدنياك فإذا صليت الغداة فقل ثلاث مرات: سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإنك إذا قلتهن أمنت) بإذن الله ( من الغم) كذا في النسخ، وفي رواية: من العمى ( والجذام والبرص والفالج. وأما لآخرتك فقل: اللهم) صل على محمد وعلى آله، و ( اهدني من عندك، وأفش علي من فضلك، وانشر علي من رحمتك، وأنزل علي من بركاتك) وفي رواية: وألبسني أثواب عافيتك .

( ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: أما أنه إذا وافى بهن عبد يوم القيامة ولم يدعهن) أي: لم يتركهن ( فتح له أربعة أبواب من الجنة) إذ هي أربع كلمات، يفتح له بكل كلمة باب من الجنة، وفي بعض النسخ زيادة: "يدخل بها من أيها شاء" .

قال العراقي: رواه ابن السني في اليوم والليلة من حديث ابن عباس، وهو عند أحمد مختصرا من حديث قبيصة، وفيه رجل لم يسم. اهـ .

قلت: وكذلك رواه الطبراني في الكبير، وفي كتاب الدعوات مختصرا، من حديث ابن عباس، والطبراني أيضا، وابن شاهين من حديث قبيصة، ولفظهم: "يا قبيصة قل ثلاث مرات إذا صليت الغداة" وفيه: "فإنك إذا قلت ذلك أمنت بإذن الله من العمى والجذام والبرص، وقل: اللهم اهدني من عندك" إلى قوله: "من بركاتك" .

وفي كتاب الدعاء لابن أبي الدنيا: حدثنا أحمد بن حاتم، عن زافر بن سليمان، عن بكر بن خنيس، عن نافع، عن عطاء، عن ابن عباس، أن رجلا من بني هلال يدعى قبيصة، أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا رسول الله كبرت سني ودق عظمي، وضعفت عن عمل كنت أعمله من حج أو جهاد أو صوم، فجئتك لتعلمني كلمات ينفعني الله بهن في الدنيا والآخرة، فقال: ما قلت يا قبيصة، فأعاد، قال: والذي بعثني بالحق ما حولك من شجر ولا مدر إلا وقد بكى لمقالتك، هات حاجتك، قال: جئتك لتعلمني كلمات ينفعني الله بهن في الدنيا والآخرة، قال: أما الدنيا، فقل: سبحان الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله، يصرف عنك ثلاث بلايا عظام من الجنون والجذام والبرص. وأما لآخرتك فقل إذا أصبحت: اللهم اهدنا من عندك، وأفض علينا من فضلك، وانشر علينا رحمتك، وأنزل علينا بركاتك، قال: فقبض على أصابعه هكذا، فقال أبو بكر: يا رسول الله قد قبض على أصابعه، قال: لئن وافى بهن يوم القيامة لتفتحن عليه أبواب الجنة يدخل من أيها شاء".

التالي السابق


الخدمات العلمية