إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
دعاء ابن المعتمر وهو سليمان التيمي وتسبيحاته رضي الله عنه .

روي أن يونس بن عبيد رأى رجلا في المنام ممن قتل شهيدا ببلاد الروم ، فقال : ما أفضل ما رأيت ثم من الأعمال قال : رأيت تسبيحات ابن المعتمر من الله عز وجل بمكان وهي هذه : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عدد ، ما خلق ، وعدد ما هو خالق ، وزنة ما خلق ، وزنة ما هو خالق ، وملء ما خلق ، وملء ما هو خالق ، وملء سمواته ، وملء أرضه ومثل ذلك ، وأضعاف ذلك ، وعدد خلقه ، وزنة عرشه ، ومنتهى رحمته ، ومداد كلماته ، ومبلغ رضاه ، حتى يرضى ، وإذا رضي ، وعدد ما ذكره به خلقه في جميع ما مضى ، وعدد ما هم ذاكروه فيما بقي في كل سنة وشهر وجمعة ويوم وليلة وساعة من الساعات ، وشم ونفس من الأنفاس وأبد من الآباد من أبد إلى أبد أبد الدنيا وأبد الآخرة ، وأكثر من ذلك ، لا ينقطع أوله وينفد آخره .


* ( دعاء أبي المعتمر وهو سليمان) بن طرخان ( التيمي) البصري ( وتسبيحاته رحمه الله تعالى) ولم يكن أبو المعتمر من بني تميم، وإنما نزل فيهم، وعن ابنه المعتمر أنه قال: قال لي أبي: إذا كتبت فلا تكتب التيمي ولا تكتب المري، فإن أبي كان مكاتبا لبحير بن عمران، وإن أمي كانت مولاة لبني سليم، فإن كان أدى الكتابة فالولاء لبني مرة، وهو مرة بن عباد بن ضبيعة بن قيس، فاكتب القيسي، وإن لم يكن أدى الكتابة فالولاء لبني سليم، وهم من قيس عيلان فاكتب القيسي .

قال ابن سعد: كان سليمان ثقة، كثير الحديث، ومن العباد المجتهدين، وكان يصلي الليل كله بوضوء العشاء، وكان هو وابنه يدوران بالليل في المساجد فيصليان في هذا المسجد تارة، وفي هذا المسجد مرة، حتى يصبحا .

وقال شعبة: ما رأيت أصوف منه، كان إذا حدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تغير لونه .

وقال محمد بن عبد الأعلى: قال لي المعتمر بن سليمان: لولا أنك من أهلي ما حدثتك بذا عن أبي: مكث أبي أربعين سنة يصوم يوما ويفطر يوما، ويصلي صلاة الفجر بوضوء العشاء .

وقال معاذ بن معاذ: كانوا يرون أنه أخذ عبادته عن أبي عثمان النهدي.

توفي بالبصرة سنة 143 عن سبع وتسعين، روى له الجماعة .

وقد ( روي) في فضل تسبيحاته ( أن يونس بن عبيد) بن دينار العبدي البصري أبا عبد الله، مولى عبد القيس رأى إبراهيم النخعي، وأنس بن مالك، وسعيد بن جبير.

قال أبو حاتم: ثقة، وهو أكبر من سليمان التيمي، ولا يبلغ التيمي منزلته .

وقال هشام بن حسان: ما رأيت أحدا يطلب العلم لوجه الله -عز وجل- إلا يونس.

توفي سنة 139 وحمل سريره سليمان وعبد الله ابنا علي بن عبد الله بن عباس، وجعفر ومحمد بن سليمان بن علي على أعناقهم، فقال عبد الله بن علي: هذا والله الشرف .

( رأى رجلا في المنام ممن قتل شهيدا ببلاد الروم، فقال له: ما أفضل ما رأيت ثم) أي: هناك ( من الأعمال) الصالحة الباقية ( قال: رأيت تسبيحات أبي المعتمر من الله) عز وجل ( بمكان) هكذا أورده صاحب القوت، وزاد فقال: وقال المعتمر بن سليمان: رأيت عبد الملك بن خالد بعد موته فقلت: ما صنعت؟ قال: خيرا، فقلت: ترجو للخاطئ شيئا؟ قال: يلتمس تسبيحات أبي المعتمر؛ فإنها نعم الشيء .

( وهي هذه: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، عدد ما خلق، وعدد ما هو خالق، وزنة [ ص: 73 ] خلق، وزنة ما هو خالق، وملء ما خلق، وملء ما هو خالق، وملء سمواته، وملء أرضيه) بالتحريك وحذف نون الجمع للإضافة، ويوجد في بعض النسخ بالإفراد .

( ومثل ذلك، وأضعاف ذلك، وعدد خلقه، وزنة عرشه، ورضا نفسه، ومنتهى رحمته، ومداد كلماته، ومبلغ رضاه، حتى يرضى، وإذا رضي، وعدد ما ذكره به خلقه في جميع ما مضى، وعدد ما هم ذاكروه فيما بقي في كل سنة وشهر وجمعة ويوم وليلة وساعة من الساعات، وشم ونفس من الأنفاس من آبد الآباد) وفي نسخة: من أبد إلى الأبد ( أبد الدنيا وأبد الآخرة، وأكثر من ذلك، لا ينقطع أولاه ولا ينفد أخراه) هذا آخر التسبيحات .

قلت: وإن زاد المريد بعدها: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد مثل ذلك وأضعاف أضعاف ذلك كان حسنا" .

التالي السابق


الخدمات العلمية