إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
فإن خرجت من المنزل لحاجة فقل : بسم الله ، رب أعوذ بك أن أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بسم الله التكلان على الله .


( وإن خرجت من المنزل لحاجة فقل: بسم الله، رب أعوذ بك أن أظلم) أحدا من الناس ( أو أظلم) أي: يظلمني أحد ( أو أجهل) أي: أمور الدين ( أو يجهل علي) بضم الياء التحتية، أي: ما يفعل الناس من إيصال الضرر بي .

قال الطيبي: من خرج من منزله لا بد أن يعاشر الناس، ويزاول الأمور، فيخاف العدل عن الصراط المستقيم، ففي أمور الدنيا بسبب التعامل معهم أن يظلم أو يظلم، وأما الحق بسبب الخلطة والصحبة فإما أن يجهل أو يجهل عليه، فاستعاذ من ذلك كله بلفظ وجيز، ومتن رشيق، مراعيا للمقابلة المعنوية والمشاكلة اللفظية. اهـ .

وقيل: معنى "أجهل أو يجهل علي" أفعل بالناس فعل الجهال من الإيذاء والإضلال، أو المراد: الحال التي كانت العرب عليها قبل الإسلام من الجهل بالشرائع، والتفاخر بالأنساب، والتعاظم بالأحساب، والكبر والبغي، ونحوها .

قال العراقي: رواه أصحاب السنن من حديث أم سلمة. قال الترمذي: حسن صحيح. اهـ .

قلت: ورواه كذلك أحمد، والحاكم وصححه، وابن عساكر في التاريخ، إلا أنه زاد "أو أبغي أو يبغى علي" وفي بعض رواياتهم زيادة "أن أزل أو أضل" قبل قوله: "أن أظلم" وفي رواية للنسائي" كان إذا خرج من بيته قال: بسم الله، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل أو نضل، أو نظلم أو نظلم، أو نجهل أو يجهل علينا".

( بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله) أي: لا حيلة ولا قوة إلا بتيسيره ومشيئته ( التكلان) بالضم، أي: الاعتماد ( على الله) قال العراقي: رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج من منزله قال: "بسم الله" فذكره، إلا أنه لم يقل: "الرحمن الرحيم" وفيه ضعف اهـ .

قلت: وكذلك أخرجه الحاكم، وابن السني، وروى الطبراني في الكبير من حديث بريدة الأسلمي -رضي الله عنه- رفعه: "كان إذا خرج من بيته قال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي، أو أبغي أو يبغى علي".

وقد تقدم ذكر أدعية الخروج في كتاب الحج، وبسطت عليه الكلام هناك .

التالي السابق


الخدمات العلمية