إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وإذا أصابك هم فقل : اللهم إني عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك عدل ، في قضاؤك أسألك ، بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك أو أنزلته في ، كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء غمي وذهاب حزني وهمي . قال صلى الله عليه وسلم : ما أصاب أحدا حزن فقال ذلك إلا أذهب الله همه وأبدله ، مكانه فرحا ، فقيل له : يا رسول الله أفلا نتعلمها ؟ فقال صلى الله عليه وسلم بلى : ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها .


( فإذا أصابك هم فقل: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، نافذ في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، وأنزلته [ ص: 106 ] في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء غمي وذهاب حزني وهمي. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما أصاب أحدا حزن فقال هذا إلا أذهب الله -عز وجل- همه، وأبدل مكانه فرحا، فقيل: يا رسول الله أفلا نتعلمها؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها) .

قال العراقي: رواه أحمد، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم من حديث ابن مسعود، وقال: صحيح على شرط مسلم إن سلم من إرسال عبد الرحمن، عن أبيه؛ فإنه مختلف في سماعه عن أبيه. اهـ .

قلت: رواه أحمد، عن يزيد بن هارون، أخبرنا فضيل بن مرزوق، أخبرنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن جده عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب مسلما قط هم أو حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك" فساقه، إلا أنه قال: "عدل" بدل "نافذ" و"أو أنزلته" بأو بدل الواو، و"أو علمته" بدل "أعطيته" و"جلاء حزني وذهاب همي" وقال في آخره: "وأبدل مكان حزنه فرحا" وقال: "أفلا نتعلمهن؟ قال: بلى، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن" .

وأخرجه الحاكم في المستدرك، وابن أبي الدنيا في كتاب الدعاء، عن سعيد بن سليمان، أخبرنا فضيل بن مرزوق، ووقع في رواية سعيد عند الحاكم فقط: "القرآن العظيم" وقول الحاكم: إن سلم من إرسال عبد الرحمن إلخ، تعقبه الذهبي في مختصره فقال: في السند أبو سلمة الجهني: ما روى عنه إلا فضيل بن مرزوق، ولا يعرف اسمه ولا حاله، قال الحافظ ابن حجر: ولكنه لم ينفرد به، وذكره مع ذلك ابن حبان في الثقات، ثم ساق الحافظ سنده إلى علي بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أصاب أحدكم هم أو حزن فليقل" فذكره مثل حديث أبي سلمة، وزاد بعد قوله: "وابن أمتك": "وفي قبضتك" وقال في آخره: "فما قالها عبد قط إلا أذهب الله همه" وقال فيه: "ينبغي لكل مسلم" والباقي سواء .

أخرجه أبو يعلى، عن محمد بن منهال، عن عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق.

وأخرجه ابن السني، عن أبي يعلى، وعبد الرحمن بن إسحاق واسطي صدوق .

وحديث أبي سلمة الجهني: رواه أيضا الطبراني في الدعاء، عن عمر بن حفص السدوسي، عن عاصم بن علي، عن فضيل بن مرزوق .

وأخرجه ابن شاذان في الفوائد، عن أبي بكر العباداني، عن محمد بن عبد الملك الدقيقي، عن يزيد بن هارون.

وأخرجه أبو يعلى، عن أبي خثيمة .

وأخرجه ابن أبي عاصم، عن رزق الله بن موسى، كلاهما عن يزيد بن هارون.

وقد روي هذا الحديث أيضا عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال الطبراني في الدعاء: حدثنا أحمد بن علي الجارودي، حدثنا الحسن بن عرفه، حدثنا علي بن ثابت الجزري، عن منصور بن برقان، عن عياض الكوفي، عن عبيد الله بن زيد، عن أبو موسى الأشعري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أصابه هم أو حزن فليدع بهؤلاء الكلمات، يقول: اللهم أنا عبدك وابن عبدك" فذكر مثل حديث ابن مسعود، وفي آخره بعد قوله: "وذهاب همي" قال قائل: "يا رسول الله إن المغبون لمن غبن هؤلاء الكلمات، قال: أجل، فقولوهن، وعلموهن؛ فإنه من قالهن وعلمهن أذهب الله حزنه، وأطال فرحه".

وأخرجه ابن السني في اليوم والليلة من رواية مخلد بن يزيد الحراني، عن جعفر بن برقان.

التالي السابق


الخدمات العلمية