إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وكان من عادة السلف دخول المسجد قبل طلوع الفجر .

قال رجل من التابعين : دخلت المسجد قبل طلوع الفجر فلقيت ، أبا هريرة قد سبقني ، فقال لي : يا ابن أخي لأي شيء خرجت من منزلك في هذه الساعة ؟ فقلت : لصلاة الغداة فقال : أبشر ؛ فإنا كنا نعد خروجنا وقعودنا في المسجد في هذه الساعة بمنزلة غزوة في سبيل الله تعالى ، أو قال : مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة رضي الله عنهما وهما نائمان فقال : ألا تصليان قال ؟ علي فقلت : يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله تعالى فإذا شاء أن يبعثها بعثها ، فانصرف صلى الله عليه وسلم فسمعته وهو منصرف يضرب فخذه ويقول : وكان الإنسان أكثر شيء جدلا
( وكان من عادة السلف) رحمهم الله تعالى ( دخول المسجد قبل طلوع الفجر) الثاني ( قال رجل من التابعين: دخلت المسجد) أي: مسجد المدينة ( قبل طلوع الفجر، فألفيت) أي: وجدت ( أبا هريرة -رضي الله عنه- قد سبقني، فقال: يا ابن أخي لأي شيء خرجت من منزلك هذه الساعة؟ فقلت: لصلاة الغداة) أي: الفجر ( فقال: أبشر؛ فإنا كنا نعد خروجنا وقعودنا في المسجد هذه الساعة بمنزلة غزوة في سبيل الله، أو قال: مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) هكذا أورده صاحب القوت، وقال العراقي: لم أقف له على أصل .

( وعن علي) بن أبي طالب ( كرم الله وجهه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- طرقه وفاطمة رضي الله عنها) أي: في ليلة من الليالي ( وهما نائمان) أي: في فراش واحد ( فقال: ألا تصليان؟ فقال علي -رضي الله عنه-: قلت: يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله عز وجل) أي: في قبضة قدرته ( فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسمعته) حالة كونه ( موليا) أي: بظهره الشريف ( يضرب فخذه) تعجبا ( ويقول: وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) رواه البخاري ومسلم من حديثه .

التالي السابق


الخدمات العلمية