إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ويرتب وظائفه في يومه الذي ، بين يديه ، ويدبر في دفع الصوارف والعوائق الشاغلة له عن الخير ، ويتذكر تقصيره وما يتطرق إليه الخلل من أعماله ليصلحه ويحضر في قلبه النيات الصالحة من أعماله في نفسه وفي معاملته للمسلمين .


( ويرتب وظائف يومه، والذي بين يديه، ويدبر في دفع الصوارف) أي: الموانع والشواغل ( والعوائق الشاغلة له عن الخير، ويتذكر تقصيره وما يتطرق إليه الخلل) والنقص ( من أعماله) وأحواله ( ويحضر في قلبه النيات الصالحة في أعماله في نفسه وفي معاملة المسلمين) أي: يعتقد طريقه على حسن المعاملة فيما بينه وبين ربه، وفيما بينه وبين الخلق، ويدخل في ذلك التفكر فيما عليه من الأوامر والنوادب، وفي كثيف ستر الله تعالى، ولطيف صنعه به، ويستغفر الله تعالى، ويجدد التوبة لما مضى من عمره، ولما يأتنف من مستقبله، ويخلص الدعاء بتمسكن وتضرع ووجل وإخبات أن يعصمه من جميع النهي، وأن يوفقه لصالح الأعمال، ويتفضل عليه برغائب الأفضال، وهو في ذلك فارغ القلب، مجرد الهم، موقن بالإجابة، راض بالقسم، ويتكلم بمعروف وخير، ويدعو به إلى الله -عز وجل- وينفع به أخاه المسلم، ويعلم من دونه في العلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية