إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
فإن لم يصل فلا يدع قراءة هذه السور أو بعضها قبل النوم ؛ فقد روي في ثلاث أحاديث ما كان يقرؤه رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ليلة ، أشهرها السجدة وتبارك الملك والزمر والواقعة وفي رواية: الزمر وبني إسرائيل ، وكان العلماء يجعلونها ستا فيزيدون سبح اسم ربك الأعلى إذ في الخبر أنه " صلى الله عليه وسلم كان يحب سبح اسم ربك الأعلى " وكان يقرأ في ثلاث ركعات الوتر ثلاث سور : سبح اسم ربك الأعلى و قل يا أيها الكافرون والإخلاص
وأما فضائل هذه السور الست: فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- مرفوعا: "من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورا له" رواه أبو نعيم في الحلية .

وعن الحسن، عن جندب البجلي، رفعه: "من قرأ يس ابتغاء وجه الله تعالى غفر الله له" رواه ابن حبان والضياء.

ورواه الدارمي، والعقيلي، وابن السني، وابن مردويه، والبيهقي، والضياء، من حديث أبي هريرة، وصوب .

وعن معقل بن يسار، رفعه، بلفظ: "غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البيهقي.

وعن حسان بن عطية، رفعه: "من قرأ يس فكأنما قرأ القرآن عشر مرات" رواه البيهقي أيضا .

وعن أبي هريرة مرفوعا: "من قرأ يس كل ليلة غفر له" رواه البيهقي أيضا. وفي رواية له: "غفر الله له تلك الليلة" .

وعن أبي سعيد مرفوعا: "من قرأ يس مرة فكأنما قرأ القرآن مرتين" رواه البيهقي أيضا .

وعن ابن عباس مرفوعا: "من قرأ يس في كل ليلة أضعف على غيرها من القرآن عشرا، ومن قرأها في صدر النهار وقدمها بين يدي حاجته قضيت" رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب .

ولأبي منصور المظفر بن الحسن القونوي في فضائل القرآن من حديث علي: "يا علي! أكثر من قراءة يس" الحديث. قال العراقي: وهو منكر .

وأما فضائل سورة السجدة: فسيأتي قريبا .

وأما فضل سورة الدخان: فعن أبي رافع -رضي الله عنه-: "من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له، وزوج من الحور العين" رواه الدارمي .

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا: "من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك" رواه الترمذي والبيهقي، وضعفاه .

وعنه أيضا: "من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له" رواه الترمذي وضعفه، وابن السني، والبيهقي.

وعنه أيضا: "من قرأ حم الدخان ويس أصبح مغفورا له" رواه ابن الضريس والبيهقي بسند ضعيف .

وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- رفعه: "من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة ويوم جمعة بنى الله له بيتا في الجنة" رواه الطبراني وابن مردويه.

وعن الحسن مرسلا: "من قرأ سورة الدخان في ليلة غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه ابن الضريس.

وما فضل السورتين بعدها فسيأتي قريبا .

وأما فضل سورة الواقعة: فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- رفعه: "من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم يصبه فاقة أبدا" رواه الحارث بن أبي أسامة، والبيهقي، وابن عساكر.

وعن ابن عباس مرفوعا: "من قرأ كل ليلة إذا وقعت الواقعة لم يصبه فقر أبدا" رواه ابن عساكر.

( فإن لم يصل فلا يدع قراءة هذه السور) كلها ( أو بعضها قبل النوم؛ فقد روي في ثلاثة أحاديث ما كان يقرؤه النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل ليلة، أشهرها) أنه لم يكن ينام حتى يقرأ سورة ( السجدة وتبارك الملك) كذا في القوت .

قال العراقي: روى الترمذي من حديث جابر: "كان لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل السجدة، و تبارك الذي بيده الملك " اهـ.

قلت: وعن أبي فروة الأشجعي -رضي الله عنه-: "من قرأ الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين في بيته لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام" رواه الديلمي.

وعن البراء -رضي الله عنه- رفعه: "من قرأ الم تنزيل السجدة، و تبارك قبل أن ينام نجا من عذاب القبر ومن الفتانين" رواه أبو الشيخ والديلمي، وفيه سوار بن مصعب: متروك .

وعن عائشة -رضي الله عنها-: "من قرأ في ليلة الم تنزيل ويس، و تبارك و اقتربت كن له نورا" ورواه أبو الشيخ في الثواب .

وقول المصنف: "أشهرها" أي: أشهر الأحاديث الثلاثة، والمراد بالشهرة الشهرة اللغوية .

( وفي رواية) ولفظ القوت: والذي بعده، أي: في الشهرة: "أنه كان يقرأ في كل ليلة سورة ( الزمر وبني إسرائيل) " رواه الترمذي من حديث عائشة: "كان لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر" وقال: حسن غريب .

( وفي أخرى) ولفظ القوت: [ ص: 155 ] والقريب منها: ( أنه كان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ المسبحات) وهي خمس سور: الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن ( في كل ليلة، ويقول: "فيها) وفي نسخة: فيهن ( آية أفضل من ألف آية) " رواه أبو داود، والترمذي وقال: حسن، والنسائي في الكبير من حديث عرباض بن سارية، قاله العراقي.

قال صاحب القوت: ( وكان العلماء يجعلونها ستا ويزيدون) في المسبحات الخمس سورة ( سبح اسم ربك الأعلى إذ في الخبر "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحب سبح اسم ربك الأعلى ") فهذا يدل على أنه كان يكثر قراءتها، كذا في القوت. وقال العراقي: رواه أحمد والبزار من حديث علي بسند ضعيف. اهـ .

قلت: ولفظهما: "كان يحب هذه السورة سبح اسم ربك الأعلى وفي السند: ثور بن أبي فاختة، وهو متروك .

( وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في ثلاث ركعات الوتر ثلاث سور: سبح اسم ربك الأعلى و قل يا أيها الكافرون وسورة الإخلاص) قال العراقي: رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث أبي بن كعب بإسناد صحيح، وتقدم في الصلاة من حديث أنس.

التالي السابق


الخدمات العلمية