إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وأن لا يأكل من ذروة القصعة ولا من وسط الطعام بل يأكل من استدارة الرغيف إلا إذا قل: الخبز فيكسر الخبز
(وأن لا يأكل من ذروة القصعة) أي: أعلاها تنزيها على الأصح، وإن قال البويطي في المختصر: ويحرم الأكل من رأس الثريد، والتعريس على الطريق، والقران في التمر، فقد ذكروا أن هذه الثلاثة مكروهة لا محرمة، وكذا قوله: (ولا من وسط الطعام) كل ذلك إن لم يعلم رضا من يأكل معه، وإلا فلا حرمة ولا كراهة; لما ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يتتبع الدباء من حوالي القصعة لأنه علم أن أحدا لا يكره ذلك ولا يستقذره .

وروى ابن ماجه من حديث ابن عباس: " إذا وضع الطعام فخذوا من حافته وذروا وسطه، فإن البركة تنزل في وسطه ". ورواه البيهقي من حديثه بلفظ: " كلوا في القصعة من جوانبها ولا تأكلوا من وسطها، فإن البركة تنزل في وسطها ". وعن عبد الله بن بسر مرفوعا: " كلوا من حواليها وذروا ذروتها يبارك فيها ". رواه أبو داود وابن ماجه ، وعن واثلة بن الأسقع رفعه: " كلوا بسم الله من حواليها واعفوا عن رأسها، فإن البركة تأتيها من فوقها". رواه ابن ماجه .

(بل يأكل من استدارة الرغيف) كذا في "القوت " أي: فلا يأكل من وسط الرغيف من لبابه ويترك حواليه كما هو عادة المترفهين (إلا إذا قل الخبز) وكثر الآكلون، (فيكسر الخبز) قطعا فيستعان بتكسير الخبز على التفرقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية