إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وليتمضمض بعد الخلال ففيه أثر عن أهل البيت عليهم السلام .

وأن يلعق القصعة ويشرب ماءها .

ويقال من لعق القصعة وغسلها وشرب ماءها كان له عتق رقبة .

وأن التقاط الفتات مهور الحور العين
(ويتمضمض بعد الخلال) أي: لما يعقب الخلال بعض الدم فيتنجس به الفم فيزيله بالمضمضة (ففيه أثر عن أهل البيت) هكذا في "القوت " إلا أنه قال عن بعض أهل البيت: (وأن يلعق القصعة) وما في معناها كالصفحة والصحن، (يقال من لعق القصعة وشرب ماءها كان له عتق رقبة) أي: بمنزلة عتق رقبة، هكذا نقله صاحب "القوت "، وقد روي مرفوعا بمعناه من حديث نبيشة الخير الهذلي رفعه: من أكل في قصعة ولحسها استغفرت له القصعة. رواه الترمذي من حديث المعلى بن راشد، حدثتني جدتي أم عاصم قالت: دخل علينا نبيشة الخير ونحن نأكل في قصعة، فحدثنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:... فذكره. وهكذا أخرجه ابن ماجه وآخرون منهم: أحمد والبغوي والدارمي وابن أبي خيثمة وابن السكن وابن شاهين، وقال الترمذي : غريب. وكذا قال الدارقطني، وأورده بعضهم بلفظ: "تستغفر الصحفة للاحسين"، وقال صاحب العوارف وروى أنس قال: أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإسلات القصعة ، وهو مسحها من الطعام .

وروى الطبراني في الكبير من حديث العرباض بن سارية: " من لعق الصحفة ولعق أصابعه أشبعه الله في الدنيا والآخرة" وروى الحكيم الترمذي من حديث أنس بمثل سياق حديث نبيشة عند الترمذي، إلا أنه زاد: " وصلت عليه " وثبت في صحيح مسلم عن جابر الأمر بلعق الأصابع والصحفة، فإنكم " لا تدرون في أي طعامكم البركة ". وفي لفظ لابن حبان: " ولا ترفع الصحفة حتى تلعقها، فإن في آخر الطعام البركة. (و) يقال: (إن التقاط الفتات من حوالي المائدة) وأكلها (مهور الحور العين) نقله صاحب "القوت " ولفظه: " وليأكل ما سقط من فتات الطعام، يقال: إنه مهور الحور العين .

التالي السابق


الخدمات العلمية